خلص المشاركون في منتدى العلاقات العربية الإيرانية في منطقة الخليج، الذي انطلقت أعماله في العاصمة الدوحة أمس، إلى ضرورة تعزيز الشراكة بين دول مجلس التعاون، وتحقيق الانتقال إلى مرحلة «الاتحاد الكونفدرالي» وضرورة عدم تدخل طهران في الشؤون الخليجية، وتغيير موقفها من الأزمة السورية. وأرجع مدير المنتدى الدكتور محمد الأحمري انعقاد الجلسات على مدى يومين إلى الحالة التي تعيشها العلاقات الخليجية الإيرانية، والتي هي أشبه بالقطيعة، والدعوة للخروج من مأزق المذهبية التي تحاول فرضه إيران، والسعي نحو إيجاد تيار عقلاني يفكر في مصالح المنطقة عامة. وأكد أستاذ العلاقات الدولية الإسلامية في جامعة الإمارات الدكتور سعيد حارب، أن واقع بعض الدول الخليجية يدفع دول مجلس التعاون لتعزيز الشراكة، ودعم التوجه نحو الاتحاد الخليجي لمواجهة التهديدات التي توالت من إيران والعراق، ملخصا المؤثرات على العلاقات الخليجية الإيرانية في أربعة محاور، هي موقع الخليج جغرافيا وجيوسياسيا، المشروع النووي الإيراني، تعدد خطاب السياسة الإيرانية ورؤية طهران لعلاقة الخليج مع الغرب. من جهتها، أوضحت أستاذة العلوم السياسية في جامعة باريس، وعضو مركز الدراسات الدولية في فرنسا، الدكتورة لورانس لوير في ورقة عمل قدمتها أن إيران تبني علاقاتها على مسارين، الأول بوصفها دولة، والثاني بوصفها داعمة للحركات الشيعية، حيث عمدت من خلال حركة «الشيرازيين» على مد نفوذها اجتماعيا وسياسيا إلى دول الجوار. وألمحت الدكتورة فاطمة الصمادي المتخصصة في دراسة التيارات السياسية الإيرانية إلى احتمال عقد صفقات أمريكية إيرانية، قائلة إن نجاد من أكثر الرؤساء الإيرانيين حرصا على فتح علاقات مع واشنطن على حد قولها. أما أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بنسلفينيا مهدي زكريان فتطرق إلى «الربيع العربي ومسألة حقوق الإنسان» حيث رأى أن إيران وجدت الأحداث الجارية في البحرين فرصة للتدخل في المنطقة. في المقابل، كشف مدير مركز آفاق للدراسات والبحوث، الدكتور محمد المحفوظ واقع السياسة الإيرانية مع الحركات الثورية، وقال «إن الموقف السياسي متفاوت، فهو مناصر للنظام في سورية، معارض للثورة في تونس، ومؤيد في مصر واليمن». وشدد على أن طهران عادت إلى سياسة الدولة الصفوية عبر اتجاهين، الأول نحو إرباك الوجود الأمريكي في العراق، بدعم المقاومة، كون الاستقرار فيه يهدد مصالح إيران، والثاني بدعم القوى الشيعية الصاعدة إلى الحكم.