من خلال تجربتي العملية مع الحالات، انكشفت لي يوما بعد يوم أن تدني مستوى الاعتزاز بالذات هو أصل المشكلات النفسية، وهو ما دفعني للكتابة فيه. الاعتزاز بالذات من الأمور المهمة والحيوية للسلامة النفسية، فرفع الذات والثقة بها يذلل الكثير من المشكلات التي تتهاوى واحدة تلو الأخرى، تقديرك لذاتك وثقتك بها يجعلك تتعامل مع احتياجاتك باعتبارها مهمة، وهذا يعني أنه إن حدث لك حادث غير سار فإنك تتكيف وتتروى وتعالجه بحكمة وإيجابية، وعندما تقدر ذاتك وتثق بها فلن تقودك المشكلات الحياتية للإحباط، وعند احترام ذاتك ستحترم ذات الآخرين وقناعاتهم وخصوصياتهم وهذا بحد ذاته ما يشعرك بالسعادة والرضا ويجعلك تفكر في نفسك وتقدمك وإحرازاتك من نجاحات على نحو جيد بل ممتاز، وفي نفس الوقت تعمل على معالجة مواطن القصور في ذاتك والتي تحتاج إلى تقويم. اختبر ذاتك، وكيف تنظر إلى ذاتك وأنت منفرد بها عن أنظار الآخرين؟، هل أنت سعيد لما وصلت إليه؟، هل تشعر بالسعادة وأنت تحقق النجاحات أم باليأس؟. وتذكر أن شعورنا بالسعادة ينطلق من اعتمادنا على تواؤمنا مع أنفسنا ومدى توافقنا مع متطلباتنا، وهل نحن نوظف طاقاتنا بطريقة صحيحة وإيجابية؟. والسؤال الذي يردد نفسه: هل كنت تعتبر نفسك شخصا ذا قيمة شأنك شأن الآخرين؟. وإن كانت الإجابة بكلا، فإنك تقابل مشكلات على مستوى العمل، والحياة الخاصة أيضا، أو أنك تسعى لإخفاء الجوانب الإيجابية في نفسك، أو أنك تتفاعل مع الآخرين بطريقة عدوانية. هناك عدة أسباب تكمن وراء عدم إعجابنا بأنفسنا، ولذلك عليك أن تتمتع بسعادة حقيقية ورضا صادق، واستشعر ذلك بكوامنك، وتوقف لحظة وتذكر من الذي رسخ ذاك الشعور: هل هو أحد الأصدقاء أو الأقارب أو شريكك أو أيا من كان؟، وبشيء من البصيرة حاول تقدير دقة تقييمهم لك وإلى أي مدى كان ناجحا، وهل تغيرت نظرتك لذاتك وأنت ناضج الآن؟، ولا تدع نفسك تسقط في قبضة أحد هذه المواقف التي تشعرك حين تذكر بالإخفاق، وتأكد أن الآخرين لا يملكون القدرة على تشويه ذاتك إذا كنت عالي الهمة واثقا من ذاتك. * مستشار ومدرب من المجلس العربي عضو هيئة الأممالمتحدة ومدرب لإزالة المشاعر السلبية