استبق الجمهوريون إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما اختيار خليفة لهيلاري كلينتون على رأس الدبلوماسية الأمريكية، بشن حملة شعواء ضد ما رشح عن احتمال رغبته في ترشيح السفيرة سوزان رايس لتولي هذا المنصب. صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية قالت أمس إن سوزان رايس سفيرة أمريكا لدى الأممالمتحدة، المقربة جدا من الرئيس أوباما تعتبر المرشحة الأولى لاستلام منصب وزيرة الخارجية قبل السيناتور جون كيري، ومستشار الأمن القومي توم دونيلون. لكن السيناتور الجمهوري جون ماكين يتزعم حملة شعواء ضدها منذ نحو شهرين، كما أن 97 عضوا جمهوريا في مجلس النواب الأمريكي وقعوا عريضة وجهوها إلى الرئيس أمس طالبوه فيها بالامتناع عن ترشيح رايس مبررين ذلك بقولهم «لأنها خدعتنا، إما عمدا وإما بسبب عدم الكفاءة في قضية بنغازي». وإذا كانت هذه العريضة لا قيمة لها من الناحية القانونية على القضية، كونها تتعلق بمجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الديموقراطي، فإن المراقبين يتوقعون انحياز خمسة شيوخ جمهوريين إلى صفوف المؤيدين لترشيح رايس. غير أنهم يقولون إن المسألة قد تشكل ضربة للمساعي الرامية إلى استئناف الحوار الوطني بين الحزبين في بداية الفترة الرئاسية الثانية لأوباما بعد الحملة الرئاسية القاسية، كما أنها تعد بانطلاقة صعبة لسوزان رايس على الساحة الدولية في حال الإصرار على تسميتها. إلى ذلك، لم يقتصر الدفاع عن رايس على الرئيس أوباما وحده، بل سارعت السيناتورة الديموقراطية «ديان فينستين» إلى اتهام الجمهوريين بأنهم «يشنون هجمات شخصية ظالمة» ضد رايس، فيما قال النائب الديموقراطي الأسود «جيمس كلايبيرن» إن تركيز الانتقادات الجمهورية على رايس ينطلق من «اعتبارات عنصرية وجندرية».