بدأ في دنفر عاصمة ولاية كولورادو الأميركية المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الذي سيسمي رسميا مرشحه لانتخابات الرئاسة, بدعوات إلى الوحدة وخطابات دعم ل باراك أوباما, من شخصيات ظلت حتى وقت قريب محسوبة على معسكر المعادين له أو على الأقل المتحفظين عليه.وشهد اليوم الأول ظهورا غير متوقع للسيناتور والمرشح الرئاسي الأسبق إدوارد كنيدي (76 عاما) المصاب بورم خبيث في المخ.ووعد كنيدي بأن يسلم شعلة “المثالية السياسية” التي عرفت بها عائلته إلى أوباما, في كلمة تلاها خطاب دعم آخر من كارولين آخر الأحياء من أبناء الرئيس المغتال جون كيندي, ثم كلمة لميشال زوجة المرشح الديمقراطي. وقبل ذلك, كانت السيناتورة هيلاري كلينتون التي خاضت مع أوباما صراعا مريرا على مقعد الترشيح الديمقراطي انتهى بخسارتها، دعت إلى وحدة الحزب. ويأتي المؤتمر الذي يشارك فيه نحو 2400 مندوب، في وقت يدعو فيه بعض أنصار أوباما مرشحهم إلى تجاوز الخطابيات والتركيز على تقديم رؤية تفصيلية لما ينوي فعله إن فاز.وقال أوباما الذي ينشد الحصول على ختم ترشيح الحزب رسميا له ول جوزيف بايدن نائبا للرئيس، متحدثا في إلينوي قبيل انتقاله إلى كولورادو, إنه لا ينوي التركيز على خطاب رنان لكن على “كيفية مساعدة عائلات الطبقة الوسطى ليعيشوا حياتهم”. ويستمر المؤتمر خمسة أيام, تصوت هيلاري كلينتون رمزيا في رابعها بصفتها مندوبة لصالح أوباما وتدعو مؤيديها ليحذوا حذوها, على أن يخطب المرشح الديمقراطي في ملعب يتسع ل75 ألف شخص في اليوم الأخير الذي يوافق الذكرى ال45 لخطاب شهير لزعيم حركة الحقوق المدنية السوداء مارتن لوثر كينغ. وأطلق الحزب الجمهوري الذي يلتئم مؤتمره الأسبوع القادم، حملة جديدة ضد أوباما, ركزها -في محاولة لاستمالة الناخبين المترددين- على ما يسميها محاولات الديمقراطيين ليلمعوا إعلاميا خبرة مرشحهم “المحدودة” في السياسة الخارجية. ويستغل معسكر الجمهوري جون ماكين أرقاما تفيد بأن 15 ألف صحفي يغطون مؤتمر الديمقراطيين, ليصور خصومه بمظهر من يحاول تقديم “شخصية إعلامية شهيرة” لا شخصية سياسية محنكة وخبيرة. واستبق القائمون على حملة ماكين المؤتمر الديمقراطي بشريط دعائي يعيد مقتطفات من خطابات لكلينتون تهاجم فيها ضعف الخبرة السياسية لأوباما, بل وتضع نفسها في صف واحد مع غريمها المرشح الجمهوري, من باب اشتراكهما في الحنكة السياسية.