هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الأميركي باراك أوباما، بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً للولايات المتحدة لولاية ثانية. وذكرت وكالة الانباء السعودية ان الجانبين بحثا في العلاقات الثنائية خلال اتصال هاتفي أمس كما استعرضا مجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية. ومع عودة أوباما إلى البيت الأبيض أمس، وشروعه في إجراء اتصالات وتحضيرات لولايته الثانية، برز موضوع التعيينات والحقائب ضمن أولويات اختيار فريقه للسنوات الأربع المقبلة. ويتصدر الأسماء السيناتور جون كيري كمرشح بارز لتولي وزارة الخارجية، والسيناتور الجمهوري السابق تشاك هاغل (وزارة الدفاع)، فيما تبرز أسماء مستشارين في البيت الأبيض لحقيبة وزارة المال أو مناصب في الأمن القومي. وفور عودته إلى واشنطن بدأ أوباما اتصالاته واجتماعاته مع فريق عمله لرسم الخطوط العريضة للولاية الثانية، إلى جانب الاتصال بالقيادة الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ، ولبحث الأولوية الأكثر استعجالاً والمتمثلة في الاتفاق على صيغة للموازنة تجنب البلاد أزمة تشريعية ومالية مطلع العام المقبل. وبخلاف لهجتهم لدى انتخاب أوباما للمرة الأولى عام 2008، حين وعدوا بجعله «رئيساً لولاية واحدة» وقاطع بعضهم خطاب التنصيب، أبدى الجمهوريون ليونة أكبر ولهجة أكثر انفتاحاً في التعامل مع الرئيس الأميركي. وقال رئيس مجلس النواب جون باينر «نحن على استعداد لأن نقاد، ليس كجمهوريين أو ديموقراطيين بل كأميركيين، ويمكن أن ننظر في اقتراحات للبحث في إصلاح ضريبي شرط خفض الإنفاق الحكومي في ملفات ضمان الشيخوخة والعناية الاجتماعية». أما في شكل الولاية الثانية، فحضر موضوع التعيينات داخل الأروقة السياسية لواشنطن. وعلمت «الحياة» أن موظفين من فريق السيناتور كيري قدموا أوراقاً للإدارة الأميركية لنيل تصريحات أمنية رفيعة المستوى، ما يؤكد أنه ضمن الأسماء الأبرز التي يجري درسها لتولي وزارة الخارجية خلفاً لهيلاري كلينتون. ويعتبر كيري من الشخصيات الأعرق في هذا الميدان، وانضم لأكثر من عقدين الى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ. كما ساعد خلال الولاية الأولى، الإدارة في إجراء وساطات محورية مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وتحسين العلاقة مع روسيا وتمرير معاهدة «ستارت» بين البلدين في الكونغرس. ويبرز اسم السفيرة في الأممالمتحدة سوزان رايس لتولي منصب وزيرة الخارجية، على رغم أنها تضررت من تداعيات اعتداء بنغازي، بعدما أعلنت في سلسلة مقابلات تلفزيونية ارتباطه حصراً بالتظاهرات وليس بتنظيم «القاعدة». وانتهز الجمهوريون هذه الفرصة لانتقادها، ودعا بعضهم إلى استقالتها، ما قد يضعف حظوظها في نيل موافقة لجان الكونغرس في حال ترشيحها للمنصب. ويرغب مستشار الأمن القومي توم دونيلون بالانتقال إلى الخارجية، وهو من بين الأسماء المتداولة. أما في «البنتاغون»، حيث أبدى الوزير ليون بانيتا رغبته في المغادرة بعد تمرير موازنة الدفاع، وتبرز أسماء السيناتور هاغل، ومستشارة أوباما لشؤون الدفاع ميشيل فلورنوي ضمن الأسماء المتداولة، إلى جانب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) ديفيد باتريوس. وتعتبر جميع هذه الأسماء من الوجوه البراغماتية والوسطية سياسياً، وترتبط بعلاقة جيدة مع النخبة العسكرية. وأفادت صحيفة «بولتيكو» بأن مدير فريق أوباما، جاك لو، من أبرز المرشحين لتولي وزارة الخزانة خلفاً لتيموثي غايتنر. كما يتوقع ترقية مستشارين لأوباما، بينهم دنيس ماكدونو وتوني بلينكن ورون كلاين، في التشكيلة الداخلية لفريق البيت الأبيض. واقترح البعض تعيين الرئيس السابق بيل كلينتون مبعوثاً للشرق الأوسط، من أجل العمل على القضية الفلسطينية - الإسرائيلية، على رغم أن هذا الأمر غير حاضر بقوة في الأجندة الحالية للإدارة، في انتظار نتائج الانتخابات الإسرائيلية مطلع العام المقبل، وأفق العلاقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس أوباما.