ينقسم الاتحاديون على أداء رئيس مجلس إدارة نادي الاتحاد محمد حامد الفايز في الأشهر الأربعة الأولى لدورته الحالية، ما بين مؤيد للخطوات التي يقوم بها من حيث بناء الفريق الأول تدريجيا وإعادة هيكلة النادي بشكل مؤسساتي يواكب التطور الحالي، وبين منتقد يرى أنه يسير نحو الهاوية ولم يحدث أي تغيير ملموس حتى الآن، وبين الطرفين تحاصر الفايز مجموعة من التساؤلات المنطقية. إذ يقف في هذا العدد داخل قفص الاتهام في مواجهة مجموعة من النقاد لمحاكمته بشأن فشل الفريق الأول في مواصلة المشوار الآسيوي والهبوط الحاد الذي تعرض له الفريق وأزمة الديون المتراكمة التي تورط بها النادي، إلى جانب تهم أخرى يوجهها كل من النقاد عبدالمجيد كيال ومدحت قاروب وعثمان أبوبكر مالي وعدنان جستنية. مغامرة محسوبة يقيم قائد الاتحاد السابق عبدالمجيد كيال أداء محمد الفايز قائلا الرئيس الحالي يملك الطموح الكبير في تحقيق آمال الجماهير، وبرأيي قبوله بالمهمة الصعبة كان تضحية من أجل النادي وتحسب له، إلا أنه يعاب عليه ترشحه بهذه الاندفاعية دون دراسة لأحوال النادي بصورة كاملة ويفتقد إلى الخبرة الكافية لإدارة ناد رياضي بحجم العميد، وجميعنا يعرف نجاحه بصفته رجل أعمال لكن ذلك لا يعني الجزم بنجاحه رياضيا، عليه أن يعي أن هناك فوارق كبيرة بين الإدارتين، فالأخيرة ليست كونه يتعامل مع شرائح اجتماعية مختلفة، وفي الفترة الماضية تخبطت إدارته في القرارات وربما للظروف الحرجة التي حضر فيها وضعته في هذه الدائرة، لعدم وجود إمكانيات مالية كافية وعدم قدرته على تجاوزها وأدخل النادي في تعقيدات كان بالإمكان تلافيها وازدادت الأحوال سوءا فأصبح الاتحاد يعاني من أزمة مالية وإدارية وفنية، انعكست حتى على الجماهير لذا كان يفترض منه أن يستعين بأصحاب الخبرة في إدارته، ولاسيما أن 60 % منهم لا يملكون الخبرة أو التجربة الإدارية في الأندية، وبالتالي افتقد الفايز إلى المشورة التي كان يحتاجها في الظروف الصعبة ولم يعمل على إيجاد إدارة كرة تعينه على الفريق. وبين الكيال بأن الفايز رجل مجتهد وصادق في تعامله إلا أنه يعاب عليه التقدير السلبي للأمور والارتكان إلى الوعود الشرفية وأخذها محمل الجد وعدم مشاورة المتمرسين في الخطوات التي يتخذها، إصراره على اتمام الصفقات بمفرده كما حدث مع سوزا وهو يعلم بأن إمكانيات النادي لا تساعد الوفاء بها ولم يكن يملك المادة التي تنجح الصفقة وفي نفس الوقت لم يستطع توفير المبالغ، ويؤخذ عليه عدم إيجاد حلول للأزمات التي مرت بالنادي ولم يحدث نقلة في المنظومة الإدارية للنادي كما لم يستطع استقطاب أعضاء الشرف وظل على الوعود الشرفية الوهمية، وانتقد كيال تعاطيه مع الإعلام بعفوية، موضحا أن ذلك أوقعه في بعض المواقف المحرجة مع الجماهير. وعود وهمية أما عضو شرف نادي الاتحاد والمرشح السابق مدحت قاروب فعلق على أداء الرئيس محمد الفايز وقال للأسف منذ أن تولى زمام الأمور في النادي الوضع يزداد سوءا فالديون في ارتفاع والعقود الضخمة ترهق النادي بشكل يضع الفريق في مأزق ولنا فيما حدث مع اللاعب البرازيلي سوزا الذي لم يستفد منه الاتحاد عبرة إذ لم يقدم سوى 10 % من المستوى الذي يوازي المبالغ المستحقة له، وأضاف إدارة الفايز لا تتمتع بالشفافية ولا تملك الوضوح في تعاطيها مع الجماهير الاتحادية أو الإعلام أو حتى أعضاء الشرف، ولم توفِ بوعدها الذي قطعته على نفسها عندما طالبت من الرئيس السابق محمد بن داخل بضرورة تقديم الاستقالة حتى يتم دعم النادي من قبل الشرفيين وعلى رأسهم مجموعة المستقبل، فاستقال ابن داخل ولم يحضر الدعم المادي الذي وعد به، كما لم نسمع بأن الإدارة استطاعت أن تقنع أي عضو شرف بالعودة للنادي ولا نتوقع ذلك لأنه يوجد عمل مقنع من الإدارة يمنح أعضاء الشرف الثقة ولا يمكن أن تطالب محبين النادي بالدفع المالي دون أن تكون للإدارة مبادرة في السداد. وانتقد قاروب تعاملها مع وسائل الاعلام ولاسيما التصريحات التي أصبحت تتناقل عبر الجوالات من باب التندر كما في «الشاورما» وهزت صورة الرئيس عند جماهير ناديه، ورأى أن إدارة الاتحاد بشقين الأول يديره مناصفة لؤي قزاز وأحمد محتسب والثاني تنفيذي يديره عادل جمجوم وإيهاب أبو شوشه وهنا يضيع القرار. مواجهة السطوة الناقد والكاتب الرياضي عثمان مالي تحدث عن سلبيات وإيجابيات إدارة محمد الفايز قائلا: لا يعد المهندس محمد فايز حديث عهد بالعمل الإداري في الأندية وتحديدا في نادي الاتحاد، إذ يعود أول ظهوره وتوليه مسؤولية عملية إلى عهد أول إدارة للدكتور عبدالفتاح ناظر عندما تولى رئاسة النادي في عام 1405ه 1985م وهي الإدارة التى شهدت دخول أسماء اتحادية لأول مرة إلى معترك العمل في النادي كان من بينها الدكتور الناظر وطارق الحوذان والفايز نفسه إلى جانب أسماء اتحادية أخرى أهمها أحمد مسعود ومدنى رحيمي وعبدالبديع لاري وحسن جمجوم، وهو أيضا من أسرة اتحادية عريقة ومعروفة، ولكنه بعد تجربة العضوية تلك لم يكن يظهر في الصورة بالشكل المباشر إلا مؤخرا وفي توقيت كان النادي يحتاج فيه إلى كل رجالاته، خاصة أصحاب الدراية والمعرفة والتقدير، فقدم نفسه للمناصب العملية. يصنف الفايز على أنه من الشخصيات الاتحادية العاشقة والمحبة جدا للكيان والراغبة في العمل وخدمة النادي بطريقة مختلفة، تشبه التجربة الأولى التى خاضها مع الدكتور عبدالفتاح ناظر الذي يعد أول من أدخل التنظيم والعمل الإداري الحديث والتكنولوجيا في الأندية الرياضية، وربما يصطدم الفايز بأن خبرته في مجال الإدارة الرياضية والاحتكاك بالأسماء والخبرات ضعيفة جدا قياسا بالفترة القصيرة التى قضاها سابقا والانقطاع الطويل الذي عاشه والمتغيرات الكثيرة التى يعيشها نادي الاتحاد، ومن الصعب الحكم عليه بشكل قاطع، خاصة أن توقيت حضوره يجعل العمل المنظم غير موات غير أنه بحاجة إلى الأخذ بقرارات قوية وتاريخية تتواكب والمرحلة التى يعيشها النادي فيما يتعلق والمجال المتاح لإعادة هيبته المفقودة في كثير من الأمور الإدارية والمالية وعلى صعيد الألعاب وخاصة فريق كرة القدم، الذي يعد واقعه من أنسب ما يمكن لأخذ خطوة عملية بقرارات تاريخية وجريئة تعيد صياغة الفريق والنادي ككل وتعيد المقود والقرار إلى إدارة النادي بدلا من سطوة النجوم وعجرفة الأقدام ولعبة الإعلام وإذا لم يأخذ الفايز بذلك يصعب أن يأخذ بها غيره، وإذا لم يأخذ بها فلن يصنع للنادي شيئا ولن يتقدم معه خطوة ولن يضيف له جديدا، خاصة أنه أول رئيس يأتي إلى المقعد الساخن وهو يرفع شعار (إعادة هيبة النادي) وكل المؤشرات تفسح وتسمح وتتيح له فعل ذلك، أما إذا لم يفعل فسيكون أفشل رئيس يأتي إلى الاتحاد ولا يحقق ما هو مطلوب منه والمطلوب ليس البطولات وإنما القرار وهو في ذلك لا ينافس إلا نفسه وفي ساحة لا يلعب فيها غيره في ملعب أقصد مكتب رئيس النادي.