لم يعد مركز صحي قرية الصلحانية التابعة لمحافظة مهد الذهب قادرا على تقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية للأهالي الذين يزيد عددهم على خمسة آلاف نسمة، بعد أن مضى على تأسيسه 47 عاما دون أن يطرأ عليه أي تطور، فتهالك مبناه المستأجر، وبات يعاني من نقص في الأجهزة والكوادر الطبية. ولم يجد الأهالي الذين كانوا يترددون عليه من 15 قرية وهجرة لتلقي العلاج، سوى المطالبة بالاهتمام بالمستوصف، ودعمه ليخدمهم بالطرق المثلى، لا سيما أنهم يضطرون لقطع نحو 100 كلم لتلقي العلاج في أقرب مستشفى لهم في محافظة المهد. ووصف فهد مناجا المطيري المركز الصحي في الصلحانية ب«المتهالك»، مشيرا إلى أن عمره الافتراضي انتهى بعد مرور 47 عاما على تأسيسه. وذكر المطيري أن الأهالي عزفوا عن زيارة المستوصف الذي لم يعد قادرا على تقديم الحد الأدنى من الخدمات، موضحا أن المركز يباشر نشاطه في مبنى مستأجر متهالك لا يصلح للسكن فضلاً عن أن يكون مرفقا صحيا. وأعرب المطيري عن مخاوفه من سقوط المبنى على المراجعين، نظراً لتهالكه وتجاوز عمره الافتراضي، مشيرا إلى أن المركز يشكو من تدهور في خدماته الإدارية والصحية، لافتا إلى أنه من الصعوبة أن يتواجد فيه الطبيب والإسعاف والطاقم الفني معا في وقت واحد. في حين ذكر مهل سهل المطيري أن أقرب مستشفى للقرية يبعد قرابة 100 كلم، ما يضاعف معاناة المرضى حين توجههم لتلقي العلاج فيه، متمنيا إنهاء حالة الترحال التي يعيشونها في سبيل تلقي العلاج. وأفاد أن الجهات المختصة اعتمدت مبنى حكوميا للمستوصف منذ سنوات، إلا أنه لم ير النور حتى الآن، متسائلا عن الأسباب التي تقف عقبة أمام تشييد المركز الجديد، ليخدم أكثر من خمسة آلاف نسمة في الصلحانية والقرى المجاورة لها. إلى ذلك، قال سلمان عويض المطيري «على الرغم من أن المستوصف يخدم خمسة آلاف نسمة في 15 قرية وهجرة، ويقع على خط رئيسي وحيوي وتكثر فيه الحوادث المرورية، إلا أنه لم يحظ بالاهتمام، إذ يفتقد لقسم طوارئ وهلال أحمر»، مشيرا إلى أنه يحوي سيارة إسعاف واحدة قديمة عاجزة عن نقل المصابين، مؤكدا أنهم يضطرون في بعض الأحيان إلى نقل المرضى والمصابين عبر سياراتهم الخاصة، وبطرق خاطئة. وفي السياق ذاته، أفاد فايز سعد الله المطيري أن مركز صحي الصلحانية يعاني من نقص في الكوادر الطبية والفنية بالإضافة إلى احتياجه للعديد من الأقسام منها قسم المختبر الذي تم سحب الفني منه دون معرفة السبب، إضافة إلى حاجته لقسم للنساء والولادة. وبين أن المركز كان به طبيبة نساء وولادة إلا أنه جرى نقلها منذ فترة، متمنيا أن يزود المركز بقسم للأشعة وآخر للأسنان. وعلى خط مواز، أوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في صحة المدينة عبد الرزاق بن أحمد حافظ أن المركز أدرج ضمن المرحلة الثالثة لمكرمة خادم الحرمين الشريفين لإنشاء وتجهيز المراكز الصحية، مشيراً إلى أنه جار حالياً استكمال كافة خدمات الرعاية الصحية والأولية للسكان في منطقة خدماته، مؤكدا أن المركز وضع ضمن أولويات المنطقة لدعمه بسيارة إسعاف جديدة فور توافرها من وزارة الصحة.