تربح البنوك لا ضير في ذلك، فكل عمل تجاري لا بد أن يحقق ربحا لكي يستمر وتتطور خدماته لصالح المتعاملين معه من مستثمرين ومودعين. وفيما نشرت «الجزيرة» بالعدد 14634 وتاريخ 6/12/1433ه، أن المصارف السعودية المدرجة بسوق الأسهم أحرزت أرباحا عن الأرباع الثلاثة المنتهية من هذا العام تعادل 21.99 مليار ريال مقارنة بنحو 19.6 مليار ريال عن الفترة المماثلة من العام السابق، محققة زيادة 12.4%. ورغم التفاوت في أرباحها إلا أنها جميعا أحرزت معدلات نمو مقبولة، باستثناء البنك الفرنسي الذي حقق تراجعا في أرباحه ب1.9%، وحقق بنك البلاد أعلى معدلات نمو بلغت 2.53% تلاه الجزيرة بمعدل نمو 10.9%. أما بالنسبة للقياديين (الراجحي وسامبا)، فقد حقق الراجحي معدل نمو ب9.% في حين حقق سامبا معدل نمو 3.% وتعد الأرباح المجمعة للبنوك في 2012م امتدادا لتلك المتحققة في 2011م والتي جاءت أعلى من المتوقع، إلا أنها في الأرباع الثلاثة المنتهية من هذا العام توحي بأن أرباح البنوك في 2012م يتوقع أن تكون الأعلى في تاريخ البنوك السعودية، فإذا افترضنا أن البنوك حققت أرباحا في الربع الرابع 2012م ستصل إلى حوالى 28.03 مليار ريال، محققة نموا متوقعا بمعدل 9.5% من أرباح 2011م وتشير التقديرات إلى حدوث تطورات مثيرة في بيئة عمل البنوك، مكنتها من تحقيق هذه الأرباح المتنامية. وتتساءل «الجزيرة»: هل هذه الأرباح تشغيلية أم ناتجة عن أرباح من عمليات استثمارية بعيدة عن العمل المصرفي؟ أو هل هذه الأرباح نتيجة فعلية لتحسن أداء البنوك. أم لتحسن أداء الاقتصاد الوطني؟ وأيا كانت الإجابة فإن الأهم هو ماذا قدمت البنوك للوطن من عمل إنساني أو ساهمت به من مشاركة في أعمال البر وتطوير بعض المرافق العامة بالمدن. بل ماذا قدمت لأصحاب المشاريع الصغيرة والمصانع النامية، وصغار التجار من دعم تمثله القروض طويلة الأجل؟ سيما وأن (53) في المائة من المبالغ المودعة بالبنوك لا يتقاضى عنها أصحابها أية فوائد مخافة الوقوع في إثم الربا وبالتالي فإن نصف الأرباح هي من رأسمال تلك المبالغ وهو ما يوجب على البنوك الإسهام في الأعمال التي تفيد المواطن ويستفيد منها الوطن، وفي المقدمة تأهيل الشباب من خلال دورات تدريبية وكورسات في الجامعات تتم على حساب البنوك فهل إلى ذلك من سبيل. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة