استشهد 44 شخصا وأصيب نحو 400 فلسطيني، في غارات طيران الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وذلك في اليوم الثالث على التوالي، بالإضافة إلى تدمير مقر حكومة حماس المقالة، في الوقت الذي تجري مساع للتهدئة. في غضون ذلك، بحث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس في القاهرة إمكان التوصل إلى حل للنزاع في غزة خلال لقاءات مع مدير الاستخبارات المصرية، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. لكن حماس تبدو غير مستعدة للقبول بوقف لإطلاق النار دون ضمانات دولية، كما أكد موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة. وقال مشعل «عبر الوساطة المصرية، توصلنا إلى تفاهم على هدنة وتم خرقها في غضون 48 ساعة»، في إشارة إلى اغتيال القائد العسكري لكتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح لحماس، أحمد الجعبري. وأضاف «لا يمكن لمصر الآن أن تقول انها تضمن هدنة»، مشيرا إلى أن ذلك سيتطلب جهدا أقوى، من المجموعة الدولية. وتابع «لذلك لا يتوقع احد ان تقف المقاومة مكتوفة الأيدي أمام حجم هذا الهجوم»، مضيفا أن «المقاومة ردت وأعتقد أن رد الكتائب رد ملائم بحجم العدوان». من جهته، شدد رجب طيب أردوغان في القاهرة على وجوب «محاسبة» إسرائيل على «المجزرة بحق الأطفال الابرياء في قطاع غزة». وقال في خطاب بجامعة القاهرة «على الجميع أن يعلموا أنه عاجلا أم آجلا، ستتم المحاسبة على المجزرة بحق هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين قتلوا بوسائل غير إنسانية في غزة». فيما اعتبر البيت الأبيض أن إطلاق الفلسطينيين للصواريخ من غزة على إسرائيل شكل «عاملا مفجرا للنزاع»، مؤكدا أن «من حق الإسرائيليين أن يدافعوا عن أنفسهم». وبعد ساعات من الغارة، دان وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام الذي تفقد خلال زيارته التي استمرت بضع ساعات، مقر حكومة حماس المدمر، «العدوان السافر» الاسرائيلي على غزة. وقال «لم يعد هذا العدوان مقبولا ولا مشروعا بأي مقياس من المقاييس». فيما توالت ردود الفعل العالمية الغاضبة من القصف الإسرائيلي على المدنيين دون أن تجبر تل أبيب على وقف الاعتداءات. إلى ذلك، أعلنت كتائب القسام الذراع المسلحة لحركة حماس، قصف تل أبيب بصاروخ من طراز فجر 5. وجاء إعلان الكتائب في أعقاب تصريح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيحاي أدرعي أن منظومة «قبة حديدية» لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى اعترضت صاروخا أطلق من قطاع غزة باتجاه مدينة تل أبيب في وسط إسرائيل.