تنفرد المملكة بوضع خاص على الأصعدة العالمية إذ يحج إلى البيت الحرام سنويا ملايين من المسلمين من كافة أنحاء العالم وهذا يمثل مسؤولية جسيمة تقع على عاتق الدولة لتوفير الخدمات والرعاية للحجاج في كافة المجالات ومن ضمنها الرعاية الصحية، ويرجع اهتمام الدولة بصحة الحجاج إلى عهد الملك المؤسس عبد العزيز (يرحمه الله). ما دعاني إلى كتابة هذه الأسطر هو ما شهدناه في الثالث من شهر حج هذا العام من رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود لحفل افتتاح أربعمائة وعشرين مشروعا صحيا، ووضع حجر الأساس لمائة وسبعة وعشرين مشروعا صحيا على مستوى وطننا الحبيب، ولعلي أتحدى هنا أن يوجد في أي بلد كان مهما بلغ من القوة أن يفتتح به هذا الكم من المشروعات الضخمة في لحظة واحدة، وهذا دليل على حرص القيادة على سلامة المواطنين والمقيمين والحجاج وهي من الأولويات فعسى أن نكون على قدر هذه المسؤولية، وهذا الدعم الذي حظينا به ونحظى به دائما من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله. ولقد رأيت أن من واجبي إبراز هذا الحدث بالرغم من عرضه في وسائل الإعلام ولكن في خضم الانشغال بالحج والحجيج فلعل البعض فاته الإلمام بهذا الحدث الضخم الذي لا يجوز أن يمر بدون إبرازه مرات عديدة ليصل للجميع، كما أضيف إلى ذلك بعض الإحصائيات التي وردت وذلك لإبراز ما تقدمه وزارة الصحة في موسم الحج. تجند وزارة الصحة ما يقارب العشرين ألفا من منسوبيها من أطباء وممرضين وفنيين وإداريين ... إلخ، للعمل في موسم الحج على كل الأصعدة من أعمال المراقبة الوبائية وتكثيف فرق الاستقصاء الوبائي إضافة إلى الاستعانة ببعض الخبراء من منظمة الصحة العالمية، وكذلك إرسال العينات التي تؤخذ من المرضى إن لزم الأمر إلى مختبرات عالمية لتأكيد النتائج. كما تم في موسم هذا العام تشغيل مستشفى شرق عرفات بسعة سريرية قدرها 236 سريرا منها 50 سرير عناية مركزة، وفي لغة الرعاية الطبية مستشفى بخمسين سرير عناية مركزة يعتبر مشروعا ضخما وهذا هو أحد المشاريع التي وجه خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله بإنشائها. أما الحجاج الذين راجعوا مرافق وزارة الصحة فقد بلغ عددهم ( 362740 ) حيث أجريت ل 463 حاجا منهم قسطرة قلبية، ول 2024 حاجا غسيل كلوي، وهنا لنا أن نتصور الكم الهائل الذي صرف من الدواء لحجاج بيت الله الحرام في هذا العام. ولا يفوتني أن أنوه هنا إلى أن من يتوعك من الحجاج قبل الصعود إلى المشاعر وينوم في مستشفيات الوزارة بالمنطقة فهناك ترتيب خاص له إذا كانت حالته الصحية تسمح بذلك ويتم نقله إلى المشاعر للتمكن من أداء المناسك.. لعلي أكتفي بهذا القدر، ومرة قادمة إن شاء الله نلقي الضوء على جوانب أخرى مشرقة. وأختم بالقول دعونا ننظر للإيجابيات فهي كثيرة ولا نجعل بعض السلبيات يطغى على ما تقدمه الوزارة من خدمات جليلة. وقفة : لا يرمى بالحجارة إلا الشجر المثمر. * المشرف العام على مستشفى الملك عبد العزيز.