لم تسجل أي حالة بفيروس كورونا: أعلن معالي وزير الصحة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة أمس بغرفة العمليات الصحيَّة في مستشفى منى الطوارئ قرار اللجنة الصحيَّة سلامة حجِّ هذا العام 1433ه - 2012م وخلوه من الأمراض الوبائية أو المحجرية، مشيرًا معاليه إلى أن ذلك يأتي انطلاقًا من حرص وزارة الصحة على سلامة حجاج بيت الله الحرام، واستشعارًا منها بعظم المسؤولية المنوطة بها تجاههم، وإنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين يحفظهما الله بالعناية بهم وتقديم أفضل الخدمات الصحيَّة لهم ليتمكنوا من أداء نسكهم بسهولة ويسر؛ فقد استنفرت الوزارة جميع إمكاناتها البشرية والمادِّية والتقنيَّة لتقديم خدماتها الوقائية والعلاجية والإسعافية والتوعويَّة. وأبان معاليه بناء على ما تقدم فقد اتخذت الوزارة مجموعة من الاحترازات والاستعدادات والإجراءات التي تمثِّلت في تطبيق الاشتراطات الصحيَّة لموسم حجِّ هذا العام على جميع الحجاج القادمين، وتكثيف أعمال المراقبة الوبائية المبكرة برًا وبحرًا وجوًّا وذلك عبر 16 مركز مراقبة صحية، وتكثيف فرق الاستقصاء الوبائي، فبالإضافة إلى الكوادر الوطنيَّة، فقد تَمَّ الاستعانة ببعض المختصين من منظمة الصحة العالميَّة للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال. وشمل ذلك أخذ عينات من المرضى المنومين وإجراء الفحوصات اللازمة لذلك في مختبرات الوزارة، بالإضافة إلى إرسال العينات للفحص في مختبرات عالميَّة لتأكيد ومطابقة النتائج، وإنشاء وتشغيل مستشفى شرق عرفات بطاقة استيعابية تبلغ (236) سريرًا، منها (50) سرير عناية مركزة، و30 سرير طوارئ، وهو أحد المشروعات الطبِّية الضخمة التي وجَّه خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بإنشائها، وتطوير الخدمات العلاجية المتمثِّلة في أقسام أمراض وجراحة القلب وغسيل الكلى ومناظير الجهاز الهضمي والعناية المركزة وذلك بمستشفيات المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة والمدينة المنورة ومدينة الملك عبد الله الطبِّية بمكةالمكرمة والخدمات النوعية مثل تفويج المرضى المنومين إلى مشعر عرفات، مشيرًا معاليه إلى أن من أهم الاحصائيات بهذا الخصوص حتَّى هذه اللَّحْظَة ما يلي: بلغ عدد الحجاج الذين راجعوا مرافق وزارة الصحة (362.740)، فيما بلغ عدد الحجاج الذين أجريت لهم قسطرة قلبية (463)، وعدد الحجاج الذين أجريت لهم عمليات القلب المفتوح (35)، وبلغ عدد الحجاج الذين أجري لهم غسيل كلوى (2024)، وبلغ عدد الحجاج المرضى المنومين الذين قامت الوزارة بنقلهم من مستشفيات مكةالمكرمة والمدينة المنورة إلى المشاعر المقدسة لاستكمال حجهم (443)، واستنادًا إلى نتائج الاستقصاءات الميدانية، وبعد الاطِّلاع على تقارير لجان الوزارة الصحية، وما أوضحته الإحصاءات والتقارير عن صحة الحجيج هذا العام، فإنَّ الاحترازات والإجراءات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين كانت سببًا بفضل الله في عدم تسجيل أي تفشٍ للأمراض الوبائية أو المحجرية بين الحجاج حتَّى الآن ولله الحمد والمنّة، موضحًا معاليه بأن الوزارة كعادتها كل عام تواصل متابعة الوضع الصحي الوقائي والعلاجي بما في ذلك النتائج المخبريَّة للأمراض المعدية لحجاج بيت الله الحرام والزوار حتَّى عودتهم. وسأل المولى العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأن يديم على هذه البلاد عزها وأمنها، وأن يسبغ على أهلها نعمه ظاهرة وباطنة، كما أسأله سبحانه أن يتقبل من الحجاج حجهم وأن يمتعهم بموفور الصحة والعافية، وأن يردهم سالمين غانمين بحجِّ مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور إنه سميع مجيب. وأضاف معاليه أن هناك مشروعات ضخمة قادمة تتعلّق بخدمة ضيوف الرحمن لتضاف للمشروعات التي تَمَّ تدشينها هذا الموسم. وقال د. الربيعة في مؤتمر صحفي عقده أمس: إن نسبة اشغال مستشفيات المشاعر بلغت 65 في المئة عدا مستشفى منى الوادي نظرًا لموقعة في منطقة تكتظ بالحجاج، مشيرًا إلى أن الحالات التي راجعت المستشفيات تراوحت بين نزلات والتهابات، فضلاً عن أمراض الضغط والسكري، التي تَمَّ التَّعامل معها بتقديم العلاج اللازم أو إجراء عمليات القلب، والغسيل الكلوي. وفيما يتعلّق بالهواجس التي سبقت بدء موسم الحجِّ بشأن ظهولر فيروس كوورونا قال د. الربيعة: لم تسجل أي حالة بفيروس كورونا، وأن جميع نتائج الفحص المخبري جاءت سلبية، وبالرغم من ذلك سوف نقوم بإرسالها إلى المختبرات العالميَّة نظرًا لانتهاجنا مبدأ الشفافية. وشدد د. الربيعة على أن المملكة تفتح أبوابها لجميع الحجاج والمعتمرين والزوار، مبينًا أن منع حجاج دولتين أفريقتين من الحجِّ جاء بسبب تفشي بعض الأمراض بهاتين الدولتين ولم يسمهما، وهو حرص على سلامة الحجاج، في حين نشعر بألم أن لم يتمكن أشخاص من أداء الحجِّ، متمنيًا أن تزول ظروف هذه الأمراض، وأن يَتمَّكنوا من أداء شعيرتهم موسم الحجِّ القادم إن شاء الله. وذكر أن المنع من دخول المملكة للدولتين التي تفشى فيهما وباء لا يرتبط فقط بالحجِّ، وإنما يشمل العمرة والزيارة إلى حين معالجة هذه الأمراض من قبل الدولتين. وأوضح د. الربيعة أن نظام الترصَّد الوبائي شكل وسيشكِّل مستقبلاً ركيزة أساسيَّة قوية للترصَّد الوبائي وللأمن الصحي العالمي. وقال: أكبر تحدٍ تجابهه وزارة الصحة يتمثِّل في «الافتراش» الذي يعيق حركة السير، ويُؤدِّي إلى تراكم الأوساخ ويشكِّل ضغطًا على الخدمات المقدمة للحجاج النظاميين، وسنواصل التنسيق مع الجهات المعنية للتقليل من ظاهرة الافتراش. وفيما يتعلّق بتواضع إمكانات البعثات الطبِّية المرافقة لبعثات الحجِّ أكَّد د. الربيعة أن أغلب البعثات الطبِّية هي بعثات رمزية، تأتي بإمكانات «متواضعة» وبدورنا نعمل على تقديم خدماتنا الطبِّية لجميع المرضى من ضيوف الرحمن، مشيرًا إلى إجراء عمليات القسطرة والقلب المفتوح والغسيل الكلوي. من جهته أشاد ممثل منظمة الصحة العالميَّة بنجاح موسم الحجِّ، مؤكدًا أن المملكة العربيَّة السعوديَّة ممثلة في وزارة الصحة تمتلك خبرات تراكمية كبيرة في طب الحشود، وعلى بقية الدول الاستفادة من هذه التجارب.