ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن استقالة ديفيد بترايوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لم تأت نتيجة تحقيقات أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي على مدى ساعات قليلة، حيث إن الدلائل تشير إلى أن المسألة بدأت منذ شهر أغسطس 2011، دون أن يعثر المحققون على أي دليل لتورط بترايوس. ويبدو أن توقيت الاستقالة بعيد انتهاء الانتخابات الأمريكية من شأنه أن يبعث على إثارة العديد من الأسئلة في الأوساط الشعبية، وهذا ما هو حاصل بالفعل لدى لجنة الاستخبارات التابعة للكونجرس الأمريكي التي أعلن رئيسها أنه لم يتبلغ أي شيء عن التحقيق وأن اللجنة لم تعرف بالأمر إلا بعد انتهاء كل شيء، أي بعد إعلان بترايوس عن استقالته. وأضافت المجلة أن البيت الأبيض كما يظهر لم يكن على علم بالأمر أيضا، مع العلم أن بترايوس كان أصبح على علم به منذ مطلع أكتوبر، عندما خضع للاستجواب من قبل عناصر مكتب التحقيقات (إف بي آي) بشأن أمور ذات علاقة ببريده الإلكتروني. وأضافت: «هناك من يعتقد أن توقيت الإعلان عن الاستقالة جاء مدروسا من أجل الحيلولة دون استجواب بترايوس أمام مجلس الشيوخ بشأن قضية الهجوم الإرهابي على القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11 سبتمبر الماضي». من جهة أخرى، وصفت «دير شبيغل» فضيحة بترايوس بأنها فضيحة «العشق الممنوع». وقالت «إن هذه القضية تحبس أنفاس الأمريكيين، حيث إن بطلها هو صاحب أعلى رتبة عسكرية في الجيش الأمريكي، بالإضافة إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية كلها لم تستفق من الصدمة بعد، فيما يتعرض مكتب التحقيقات لضغوط شديدة بشأن ما إذا كان أوباما على علم مسبق بالأمر». ومن الواضح أن الجنرال بترايوس (60 سنة) كان خسر كل شيء تقريبا خلال الساعات ال 72 الأخيرة، خسر سمعته، ومستقبله في العمل، وربما أسرته أيضا. كما أصبح من الماضي كل ما أنجزه من انتصارات في العراق، وعلى رأس أقوى وكالة للاستخبارات في العالم، وكل ذلك لم يشفع به لتجنيبه عواقب مغامرة «العشق الممنوع» التي تورط بها مع كاتبة سيرته الذاتية «باولا برودويل» وهي مغامرة اختلط فيها الحب بالشهرة والغيرة والسياسة.