هناء درويش سالم حسن، شابة في العشرين من عمرها، تمثل نموذجا للتضحية والإيثار، تقول في رسالتها: أنا شابة في العشرين من عمري ليس لي حظ من التعليم سوى الشهادة الابتدائية علما أن زميلاتي على مشارف التخرج من الجامعات، وذلك لأني تركت الدراسة كي أعمل لأساعد أبي على إعالة أسرتنا المكونة من 14 نفسا قابلة للزيادة، وقد تقدم لخطبتي أكثر من عشرة شباب رفضتهم لأني أخشى إن تزوجت أن لا أتمكن من مساعدة أبي ماديا بعد الزواج ولا أريد أن أخذله وأعرض أسرتي للضياع عندما أتخلى عنه. أبي مواطن متزوج من امرأة يمنية الجنسية وله منها أربع بنات هن الأكبر وثمانية أبناء، وقد استطاع أن يضيف سبعة من أولاده الكبار إلى بطاقته العائلية وبقي خمسة منهم ما زالوا غير مضافين، والسبب أنه لما تقدم لاستخراج إقامة لأمي اليمنية الجنسية طلب منه دفع غرامة مقدارها عشرون ألف ريال لكنه لم يتمكن من دفعها، ومن الطبيعي أنه لم يتمكن من دفعها، «إذا كنا ما حنا لاقين ناكل كيف نستطيع دفع هذا المبلغ الكبير» !! بقي إخواني الخمسة غير مضافين في بطاقة العائلة، وهذا يعني حرمانهم من جميع المزايا التي يحصل عليها المواطن كالدراسة والعلاج في المستشفيات الحكومية وغيرها. أشعر بالرثاء لإخواني الذين تعثر أمر إضافتهم إلى بطاقة أبيهم، ولا أجد تفسيرا لذلك سوى سوء حظهم السيئ الذي جعل إدارة الجوازات تربط بين عدم دفع أبي الغرامة المطلوبة وإضافتهم إلى بطاقته فإخوانهم الأكبر منهم لم يتعرضوا لمثل هذا الربط وقد جرت إضافتهم دونما تعثر يذكر. أما لم أضيف الأولاد الأكبر وحرم الأولاد الأصغر؟ فذلك سؤال لا أحد يجيب عليه، ولا أجد له إجابة سوى الحظ !! هذه الشابة الفتية مضطرة أن تحمل مسئولية إعالة أسرتها جنبا إلى جنب مع والدها وفي سبيل ذلك ضحت بالتعليم والزواج وستظل على هذه الحال طالما أن لا أحد من إخوتها الخمسة يمكنه أن يتعلم ويعمل ليأخذ الدور مكانها. إذا كان هذا الرجل مطالبا بدفع غرامة مالية لا يطيقها ويتعذر عليه دفعها، ما ذنب أولاده في أن يعاقبوا بحرمانهم من إضافتهم إلى بطاقة أبيهم؟ أليس ذلك حقا لهم؟ فكيف يجحدون ذلك الحق؟ كما أن هذا العقاب الذي ينزل بهم بسبب خطأ وقع فيه أبوهم، لا يقتصر ضرره عليهم وحدهم وإنما هو يضر بالمجتمع ككل، فهاهم كما تقول أختهم ضائعون بلا تعليم بسبب عدم إمكان إلحاقهم بالمدارس لغياب ما يثبت هويتهم، وحرمانهم من التعليم يسهم في تفشي الأمية التي تسعى وزارة التربية والتعليم إلى مكافحتها، كما أنه ليس عسيرا التنبؤ بالمستقبل الذي ينتظر أمثال هؤلاء، فهو بالتأكيد مستقبل لا يبشر بخير وقد ينتهى بهم الأمر إلى التشرد والوقوع في شباك الجريمة التي تسعى وزارة الداخلية إلى مكافحتها، فهل نحن نبني بيد لنهدم بالأخرى؟ أحتفظ برقم هاتف الفتاة عندي إن بدا لإدارة الجوازات مساعدتها على حل مشكلة إضافة إخوانها لبطاقة أبيهم. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة