من يقفون موقف الرافض للدراما والمسرح والسينما لديهم قناعة تامة بأن تلك الفنون مرتبطة بالتجاوزات الأخلاقية ومشاهد الإغراء، والحقيقة أن تلك التجاوزات الأخلاقية ومشاهد الإغراء ليست هي قدر تلك الفنون وليست أمرا أساسيا فيها كما يعتقد الكثيرون فالدراما والمسرح والسينما فنون إنسانية لها غايات وأهداف سامية فهي ترتقي بعقول ونفوس وسلوكيات البشر وتطرح قضاياهم. نعم هناك أعمال درامية وأفلام أساءت كثيرا لهذين الفنين بما تحويه من مشاهد خادشة للحياء والتي لا يحتاج المشاهد لعرضها، ولكن في المقابل هناك أعمال جيدة تحمل قيمة فنية وأدبية وثقافية كان لها وقع إيجابي في نفوس المشاهدين والواقع يشهد بذلك، فلقد تابعنا مسلسلات وأفلام ناقشت قضايا مصيرية تهم البشر واستطاعت إبراز تلك القضايا بشكل مثالي. الفنون أدوات يسيرها البشر كما يريدون، وهنا تظهر قيمة تلك الفنون إما مثالية إن أحسن استخدامها أو سلبية إن أسيء استخدامها، وهنا يكون بإمكاننا تنفيذ أعمال درامية وسينمائية ومسرحية مثالية تعود بالفائدة على المجتمع وتسهم في علاج كثير من القضايا التي يعانيها المجتمع. فايز الشراري