دافع المخرج خالد يوسف عن المشاهد الجريئة التي يقدمها في أفلامه، موضحا أن تلك اللقطات التي يصفها البعض بأنها خادشة للحياء لا تؤثر في أفكار الأجيال بل نابعة من حرصه على توضيح مكامن الخطورة لهم: «أنا لا أنال مبالغ من أجل إفساد المجتمع العربي، ولو نشرت فسادا فإنه سيفسد أولادي، وأقربائي وعائلتي.. وكلامهم مردود عليهم». وبين يوسف أنه وغيره من مخرجي السينما يعملون لهدف واحد ألا وهو إعلاء القيم الروحية وسمو النفس الإنسانية وتقديم الرسالة الفنية السامية والهادفة ونقل الصورة الحقيقية للمجتمع العربي لمن يهمه الأمر: «أنا إنسان عربي ولا يوجد لي أرض أحبها وأنتمي لها غير أرض الجزيرة العربية؛ لذا أنا حريص على أولاد المجتمع العربي وأخلاقياتهم». وأكد أنه ومن خلال السينما يعمل على نشر الفضيلة بعرض القضايا المفسدة، مشبها الأمر بالسلاح الذي يعالج الأخطاء ولا يدغدغ غرائز الشباب: «أنا أحارب الرذيلة من خلال السينما». وفي سياق حديثه الذي علته نبرة الانفعال ذكر المخرج خالد يوسف أن السينما المصرية ظلت لأعوام طويلة تقدم قصص الحب والغرام والمشاهد الساخنة ومع ذلك لم تفسد الأجيال: «أمارس الفن بأصوله الحقيقية دون إثارة الغرائز ولا أقدم مشاهدي إلا لضرورات درامية ولم أقدم أي مشهد بشكل مبتذل». وطالب الرقابة برفع يدها عن الأعمال الإبداعية لأنه لا يستوي ذلك مع فكرة الرقابة: «الإبداع يبحث عن الجمال والتألق متمردا ينشد الأفضل ولا يصح تطبيق الرقابة على الإبداع، وأنا دائما أقول إن الرقابة تنتصر لثقافة السلطة والفن السينمائي ينتصر لسلطة الثقافة». وفي تعليقه حول بيع مكتبات الأفلام المصرية القديمة لصالح شركات عربية وصف يوسف ذلك الأمر بأنه خطأ فادح لأن تلك الأفلام جزء من التراث المصري، ولا بد أن يكون من حق الأجيال: «أتمنى أن تبقى الأفلام المصرية في حضن الوسط الثقافي المصري للحفاظ على هذا التراث»، مستدركا: «صحيح أن الأفلام في أيد عربية، ولكن لا سمح الله لو باع المستثمر شركته لشركة أجنبية فلن يجد من يمنعه من بيع الأفلام لأنها من حقه». من جانب آخر يبدأ يوسف خلال الأسبوع الجاري تصوير فيلم «كف القمر» ما بين قرى الصعيد والقاهرة والإسكندرية وتدور قصته حول سيدة تدعى «قمر» يتوفى زوجها، وتتولى هي تربية أبنائها الخمسة، وتبدأ مرحلة الضياع مع الإخوة وشقيقهم الأكبر. وكشف يوسف عن أن فيلم «كف القمر» يعتبر العمل السينمائي الرابع الذي يجمعه بالكاتب ناصر عبدالرحمن، حيث قدم معه «هي فوضى» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة»، وسيؤدي بطولته: خالد صالح، غادة عبدالرازق، جومانا مراد ووفاء عامر. وتمنى المخرج الأكثر إثارة للجدل في الأوساط السينمائية المصرية أن ينتج فيلما يحسن صورة العرب لدى الغرب ويعبر بشكل واضح عن الحضارة العربية الإسلامية بشكلها الحقيقي ويعكس صور التسامح بدلا من صورة الإرهاب التي تحاول كثير من الجهات تعزيزها .