تضمنت المسلسلات التليفزيونية التي عرضتها فضائيات في شهر رمضان المبارك بين ثناياها كلمات خادشة للحياء من سباب وشتم ولعن لم يعتد المشاهد على سماعها في الأعمال الدرامية العربية بهذه الصورة. وتساءل نقاد عن مرور مثل هذه الكلمات من مقص الرقيب، دون أن تخضع لتصفية، معتبرين أنه ليس كل ما يقال يصلح للعرض على الفضائيات. وحفلت بعض الأعمال التي عرضت في شهر رمضان بكلمات غير لائقة مثل السّب والشتم واللعن، واستخدام بعض الإيحاءات الجنسية التي لا تتناسب إطلاقا وحرمة الشهر الفضيل. فمن مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» للفنان عادل إمام، الذي اعتمد فيه على استخدام بعض الشتائم والإيحاءات، مرورا بمسلسل «شربات لوز» للفنانة يسرا، الغارق في السّوقية والكلمات النابية والإيحاءات الجنسية، وكذلك بعض الأعمال السورية التي شرعنت العلاقات المحرمة بإيحاءات وكلمات تخدش الحياء مثل مسلسل «أرواح عارية« للمخرج الليث حجو. ووصلت التجاوزات للأعمال المحلية مثل مسلسل «طيش عيال»الذي حمل في بعض حلقاته كثيرا من السبّ والشتم واللعن للأب والأم ولو كان بشكل مموّه. وحذرت الباحثة التربوية الدكتورة ميسون الدخيل من تنامي استخدام هذه الكلمات في المسلسلات، وقالت إنها ستكون أكثر تأثيرا في النشء الذين سيندفعون لتكرارها دون قصد، لأنهم سمعوها في المسلسلات وعلى لسان أبطالهم المحببين لأنفسهم مما يجعلهم أكثر تقبلا لها، وهنا تكمن الكارثة. وحمّلت الدخيل الآباء والأمهات مسؤولية ما يحدث، بعدم الرقابة ومتابعة ما يشاهده أبناؤهم في الفضائيات، وكذلك لأصحاب القنوات الفضائية والمنتجين الذين حولوا بعض الدراما الرمضانية لدراما سوقيّة لا تحمل قيمة ولا هدفا، وتصدر السب والشتم واللعن، مطالبة بضرورة تشديد الرقابة ومنع أي عمل يسيء إلى شهر رمضان احتراما لقدسيته، ومنعا لتكريس مثل هذه العبارات والإيحاءات في أذهان النشء. ودفعت كمية السّب والشتم واللعن والايحاءات التي حملتها المسلسلات في رمضان كثيرا من الآباء والأمهات لمنع أولادهم من مشاهدة المسلسلات إلا بإشرافهم وتحت رقابتهم، مؤكدين أنه لا يمكن التأمين على الأولاد بمشاهدة هذه الأعمال لأن مقص الرقيب الفضائي والإنتاجي لم يعد كافيا، والأدهى أن يتحول السب والشتم واللعن لأمر اعتيادي في المسلسلات الرمضانية مما يشكل خطرا حقيقيا وتهديدا لأخلاقيات النشء. ولاحظ بعض الآباء أبناءهم يستخدمون كلمات السب والشتم مثل «ياولاد ال(…)» ولعن الأب والأم، ليكتشفوا بعد ذلك أنهم تعلّموها مما يشاهدونه في بعض المسلسلات، ما جعلهم يحرمونهم من مشاهدة التليفزيون إلا تحت رقابتهم. وأبدى أحمد المطري امتعاضه مما يظهر في بعض الأعمال الرمضانية من سبّ وشتم ولعن، وقال: «فوجئت بمسلسل «طيش عيال» بلعن للأب والأم، مما اضطرني لمنع أبنائي من مشاهدة هذه النوعية من الأعمال المخصصة في الأساس للأطفال مما يستوجب أن تكون الرقابة عليها أشد». وتساءل المطري «ما فائدة استخدام السب والشتم واللعن والإيحاءات الجنسية في الأعمال الدرامية، ومن المسؤول عن هذا الفلتان الرقابي في الدراما؟!». فرقة ناجي عطاالله مشهد من مسلسل «واي فاي» يسرا في «شربات لوز»