بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برقية تهنئة للرئيس باراك أوباما بمناسبة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة لفترة رئاسية ثانية، حيث تمنى له التوفيق في مهامه وللشعب الأمريكي التقدم والازدهار، مشيدا بمتانة العلاقات التاريخية بين البلدين، مع الحرص على تطويرها وتنميتها في المجالات كافة. والسؤال: إلى أين تتجه العلاقات بين الرياض وواشنطن في فترة الرئيس أوباما الثانية؟. العلاقات السعودية الأمريكية.. استمرارية للشراكة الاستراتيجية مع فوز الرئيس أوباما بولاية رئاسية ثانية، فإن السياسة الخارجية الأمريكية لن تختلف نوعيا عما سبق، لكن مع اندفاع أكبر نحو تحقيق الأهداف المبرمجة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث من المعروف مدى التحفظ الذي يتميز به أوباما لجهة اتخاذ القرارات الحاسمة في أي أزمة أو قضية، فنأى بنفسه عن التورط مباشرة في أزمة ليبيا العام الماضي واكتفى بدور الإسناد لقوات الأطلسي، كما ابتعد عن أسباب التدخل العسكري المباشر في سوريا رغم أن قمع المدنيين وقتلهم بدم بارد أكبر بأضعاف مضاعفة عما جرى في ليبيا، وفي الملف النووي الإيراني التزم جانب العقوبات الاقتصادية والضغوط الدبلوماسية لإجبار إيران على وقف مشروعها التسليحي غير التقليدي، وقاوم في الوقت ذاته رغبة نتنياهو في شن حرب على إيران بسبب الآثار المتوقعة على المنطقة بأسرها. واتخذ المنحى ذاته إزاء القضية الفلسطينية فلم يكن فعالا في إيجاد أي نوع من التفاوض المشروط، ولم يقبل حصول فلسطين على عضوية الأممالمتحدة من طرف واحد ردا على التعنت الإسرائيلي في مسألة الاستيطان خاصة وتهويد مدينة القدس. أما في مجال العلاقات السعودية الأمريكية، فمن المتوقع لها أن تتخذ دفعا جديدا مع إعادة انتخاب أوباما، لا سيما وأن استراتيجية المملكة في إطفاء الأزمات المشتعلة تتلاقى مع الرؤية السياسية للرئيس الأمريكي لجهة إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، وإيجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية، وإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، والتركيز أكثر على الحلول الدبلوماسية للأزمات المزمنة والطارئة على حد سواء، والاعتماد على الاستراتيجيات الهادئة في معالجة المشكلات وإدارة الأزمات وتوجيهها الوجهة الصائبة، وإحياء دور الأممالمتحدة كما هو منصوص عليه في الميثاق العالمي، بل البحث في سبل تطوير هذا الدور بالنظر إلى ما استجد من ظروف وأحداث وتغير في موازين القوى منذ الحرب العالمية الثانية، واعتماد الحوار بين الأمم والحضارات والديانات وهو المنهج الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين كوسيلة فضلى لامتصاص الاحتقان من سياق العلاقات بين الدول. لكن على الرئيس أوباما في ولايته الثانية أن يكون أكثر تحررا من ضغوط اللوبي الصهيوني والقيام بدور مؤثر في إيجاد الحل الدائم للقضية الفلسطينية وفق ما تنص عليه القرارات الدولية ومواثيق الأممالمتحدة بخصوص حماية المدنيين تحت الاحتلال، وحظر تبديل المعطيات الديموغرافية والجغرافية في المناطق المحتلة، والانسحاب الكامل غير المشروط من الأراضي المحتلة. وعليه، فإن العلاقات السعودية الأمريكية متجهة نحو مزيد من التنمية إزاء تحقيق الأمن والاستقرار، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.