تداعت شظايا انفجار ناقلة الغاز في جسر خريص بالعاصمة الرياض وألقت بظلالها على ظواهر وحالات مخيفة تتربص بالعابرين والآمنين في منازلهم. حادث الرياض الذي خلف ضحايا أبرياء وأضر بممتلكات عامة وخاصة، فتح عيون المواطنين على ظواهر كانت عادية غير مستغربة لكن حالة الاعتيادية تحولت إلى خوف وتوجس من المجهول لعل أخطر تلك الظواهر وجود محلات بيع وتعبئة أسطوانات الغاز الخطير وسط الأحياء السكنية وفي محيط محطات الوقود في أمر يبدو أنه مثل وضع عود الثقاب وسط وعاء من وقود سريع الاشتعال. الأهالي تحولوا من الهمس إلى الصوت الجهير وطالبوا الجهات المختصة بإغلاق فوهات الخطر ونقل محلات الغاز إلى مواقع بعيدة عن النطاق السكاني والعمراني. جولة «عكاظ» في مدينة تبوك كشفت حالات كثيرة من التجاوز أبرزها عدم التزام أغلب محلات الغاز بوسائل الأمن والسلامة فضلا عن أن المباني نفسها غير ملائمة لمثل هذ النشاط التجاري الخطير وبعضها آيلة للسقوط ما يعني افتراضين السقوط أو الانفجار في أية لحظة. لكن الأعجب من كل ذلك أن معظم الأسطوانات يبدو عليها الصدأ والقدم ما يعني انتهاء صلاحيتها أو قرب انتهائها كما تقول ألسنة المواطنين. أحمد البلوي ورائد الحربي يقطنان قرب محل لبيع اسطوانات الغاز في حي السليمانية، وقالا إنهما يشعران بالخطر الداهم وأن الوضع ما عاد يحتمل خصوصا بعدما حدث في خريص، ووصفا وجود محلات الغاز وسط منازل السكان بالقنبلة الموقوتة القابلة للانفجار في أية لحظة وسألا الجهات المختصة عما يمنعها من نقل المحلات الخطيرة إلى مواقع لا تهدد سلامة الآمنين والأبرياء ؟ منع دخول السيارات محمد الشامان يشير إلى أمر هام لم يتنبه له آخرون ويقول إن دخول المركبات العائلية إلى داخل محلات الغاز يشكل خطراً عظيما على ركابها حيث إن السيارة معرضة إلى أي نوع من الخلل الطارئ ما يعني حدوث كارثة -لاقدر الله-. وطالب الشامان من الجهات المختصة منع دخول المركبات إلى عمق محلات بيع الغاز وتكليف العمال بحمل الاسطوانة إلى السيارات حتى وإن أدى ذلك إلى دفع الأجر للعامل بواسطة الزبون أو مالك المحل. ويتناول علي الحارثي الجوانب البيئية من وجود المحلات وسط الأحياء ويقول إن ذلك يشكل خطرا على صحة السكان . وأبان أن حادث انفجار الناقلة في الرياض وماخلفته من خسائر تجب الاستفادة منه وعمل دراسات جادة لخطورة هذه المواقع، مشيراً إلى أنه يرى أن يتم نقل المحلات الخطرة إلى أماكن خارج الحدود السكنية. روائح وتسربات خطيرة محمد العاصمي أحد المجاورين لمحل غاز في حي العليا يشكو من روائحها التي لوثت المكان فهي سريعة الانتشار وتسببت في إيذاء وخاصة الأطفال ومرضى الربو عوضا عن الخطورة التي تحملها حال انفجارها -لا قدر الله-. بينما طالب أحمد الألمعي من الجهات ذات العلاقة بسحب التصاريح من محلات الغاز من داخل الأحياء ومنحهم في أماكن بعيدة عن السكان مبينا أن انفجار أسطوانة واحدة قد يسبب العديد من الأضرار البشرية والمادية. أحمد الأحمدي يروي تجربته مع محلات الغاز وقال إنه رفض السكن في شقة سكنية في حي السليمانية برغم السعر المعقول مشيراً أنه كان يخشى على حياته وأبنائه من الأضرار الصحية التي قد تلحق بهم من الروائح المضرة أو من خطورة وجودها كونها معرضة للانفجار في أي لحظة. الدفاع المدني يحذر من المهترئة المتحدث الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة تبوك العقيد ممدوح العنزي، علق على ذلك بالقول إن مواقع محلات بيع الغاز من اختصاص الشؤون البلدية والقروية وشركة الغاز، حسب لائحة محلات الغاز وجميعها مرخصة من الأمانة. أما بخصوص وسائل السلامة في الموقع فهي من مسؤولية الدفاع المدني وشركة الغاز والتصنيع الأهلية ولا تقوم الشركة بتزويد المحطات بالأسطوانات الممتلئة إلا بعد إبراز تصريح سار للمفعول صادر من الدفاع المدني. وأضاف العقيد العنزي، أن الوقود الذي يستخدم في المطبخ من الأشياء الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها وللغاز قابلية شديدة للاشتعال، كما أنه خانق إذا تواجد بشكل كثيف داخل مكان مغلق وخطورة الغاز تنتج بسبب ترك الأسطوانة مفتوحة أو تهالك واهتراء موصل الغاز أو عدم إحكام ربطه في الموقد. تدريب عمال الغاز ناصر الغامدي يرد على ذلك بالقول إن بعض محلات الغاز مشيدة من صفائح حديد معدنية تحتفظ بالحرارة وقد تتسبب في حدوث حريق في فصل الصيف. فيما طالب أحمد معروف من محلات البيع بتأمين ملابس للعمال ضد الحريق ونقلها من داخل الأحياء. ويرى بندر معروف أن العمال يعملون على إلقاء الأسطوانات على الأرض دون إدراك لخطورة مسلكهم. ويقترح سعيد ملهوي ومحمد العمري بتدريب أي عمال في محلات الغاز على التعامل مع حالات الطوارئ ووسائل السلامة. وعلى الطريقة الصحيحة في النقل والتفريغ بإشراف مباشر من إدارة الدفاع المدني مؤكدا على أن أغلب عمال المحلات لا يجيدون التعامل مع الأدوات. ويطالب يحيى عطيه ومنسي معيض بأن تشييد مبان مصممة لبيع الغار بعيدا عن السكان تحت إشراف مباشر من شركات الغاز والدفاع المدني وتأهيلها بكوادر مدربة وواعية بحجم وأضرار سوء التعامل مع الأسطوانات. المحلات تدافع في بريدة لم تختلف حالة القلق عن غيرها في المدن واستطلعت (عكاظ) آراء المواطنين وملاك متاجر الغاز في جولة ميدانية ويبدي المواطن محمد السحيم تخوفه من تكرار الحوادث المميتة سواء من ناقلات الغاز أو غيرها مشيرا إلى أن أحاديث المجالس هذه الأيام تركز على مخاطر الناقلات ووجود محلات الغاز وسط الأحياء السكنية بعد الذي حدث في الرياض الأسبوع الماضي وطالب السحيم الجهات المختصة النظر في أوضاع أنابيب الغاز في المنازل والبحث عن وسائل آمنة تمنع الخطر عن السكان. فيما اعتبر محمد صالح (صاحب محل غاز) ما تؤديه المحلات خدمة وتسهيلا للمواطنين وأن غالب المحلات فتحت بعد الحصول على تراخيص رسمية من الدفاع المدني وقال (نعتبر مجرد وسطاء بين المشتري وشركة الغاز الوطنية. وبالنسبة لمواقع محلات الغاز أعتقد أنه لاتوجد مشكلة إذ أننا نتخذ كافة وسائل الأمان ولم يسبق حدوث مشاكل وحادثة الرياض فردية لكن الحذر واجب على الجميع).