شوه عدد من مخالفي أنظمة العمل والإقامة حي الكعكية الراقي في العاصمة المقدسة، بإنشائهم أحواشا للسكراب وحديد الخردة في أروقته، أضحت تصدر للسكان الروائح الكريهة والأمراض، فضلا عن الإزعاج الذي يستمر حتى ساعات متأخرة من الليل. وفي حين اضطر عدد من السكان إلى ترك منازلهم والاستئجار في مخططات تتمتع بالهدوء والإصحاح البيئي، طالب آخرون الجهات المختصة بالتدخل لوضع حد لأولئك المخالفين بمحاسبتهم وإزالة الأحواش التي أسسوها تحت جنح الظلام. وأفاد بندر رشيدي أن غالبية سكان الكعكية تذمروا من الوضع الذي يمر به حيهم على الرغم من حداثته، مشيرا إلى أن انتشار أحواش السكراب والحديد شوهت المكان وحولته من مخطط راق إلى حي قديم ذي شوارع متهالكة يصعب المرور فيها. وبين أن كثيرا من سكان الحي تركوا مساكنهم التي أنفقوا في تشييدها مئات الآلاف، واضطروا للاستئجار في مخططات بعيدة تتمتع بقليل من الهدوء والإصحاح البيئي الذي افتقدوه في الكعكية، لافتا إلى أن طرق المخطط المتهالكة تصدر لهم الغبار والأتربة ونشرت بين السكان الأمراض الصدرية. بدوره، ذكر سالم الأحمدي أن سكان الكعكية أصبحوا غرباء في حيهم الذي بات ملجأ للعمالة الوافدة، لافتا إلى أن عددا من المخالفين يزاولون فيه تجارة السكراب، وتسببوا في إتلاف الطرق ونشر التلوث فيه. إلى ذلك، رأى محمد حامد أن الحي يحتاج إلى إعادة صياغة، خصوصا الجهة الخلفية منه، حيث تكثر الأحواش العشوائية التي تزاول بيع الحديد والسكراب، وتصدر الغبار والروائح الكريهة للسكان، فضلا عن الدخان والأبخرة المنبعثة من حرق كيابل الكهرباء المسروقة. ودعا حامد الجهات المختصة إلى التدخل ووضع حد لمعاناتهم في حي الكعكية بإزالة الأحواش التي تصدر لهم الأمراض والحشرات، محذرا من أن تتحول إلى مخازن للمسروقات. من جهته، كشف عبدالرحمن الزهراني أن المارة يلاحظون في ساعات الليل المتأخرة شاحنات كثيرة تتردد على تلك الأحواش لتنزيل وتحميل البضائع مجهولة المصدر تحت جنح الظلام، غير مبالين بالإزعاج الذي يسببونه لسكان الحي. وشكا الزهراني من الروائح الكريهة التي تنبعث من الأحواش نتيجة إحراق أسلاك الكهرباء والبلاستيك، محذرا من تسببها في حوادث كارثية لا سمح الله لأن تلك المواقع تفتقد لوسائل السلامة، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل وإغلاق الأحواش ووضع عقوبات صارمة على ملاكها لحفظ سلامة سكان الحي. في المقابل، أكد مصدر مسؤول من قسم العلاقات العامة في أمانة العاصمة المقدسة أن هناك حملات مستمرة لمتابعة هذه الأحواش ومحاسبة المخالفين، مطالباً الأهالي بتقديم شكوى رسمية للأمانة ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة في حق المخالفين.