فتح حريق هائل شهده فندق الأنتركونتيننتال في مكةالمكرمة البارحة تساؤلات عدة حول المسببات الحقيقية للنيران التي التهمت أجزاء كبيرة من الفندق المهجور «والذي يقع في منطقة حيوية» بعد أن تضاربت أنباء حول تلك المسببات ما بين انفجار أنبوبة غاز داخل حوش الفندق أو اندلاع شرارة حريق في أكوام خشبية وحديدية داخل الحوش. ففي الوقت الذي تصاعدت فيه ألسنة اللهب وغطت سحب الدخان كافة المنطقة المحيطة بالفندق اكتفى مدير التحقيقات في إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العقيد علي المنتشري بالقول ل«عكاظ» لا يمكن الجزم حاليا بمسببات الحريق كونها مفتعلة أو عرضية لكن مسرح الحادث يشير إلى أنه عرضي كون الفندق خاليا من النزلاء وخارج الخدمة منذ عدة أشهر وبه كميات كبيرة من الأنقاض لكونه يقع في مشروع تطوير وسيتم إزالته، موضحا أن ما تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من كونه حريق اندلع بسبب أنبوبة غاز قول لا يمكن الجزم به حاليا. وأضاف العقيد المنتشري: «حتى هذه الساعة (وقت إعداد الخبر بعد منتصف الليل) لم يتم الانتهاء من إخماد النيران التي تمت محاصرتها في قاعة الاحتفالات في الفندق»، ملفتا إلى أنه لم تسجل أي وفيات أو إصابات في الحادث. وكانت 12 فرق متنوعة الاختصاص من الدفاع المدني وخمسة فرق من الهلال الأحمر هرعت للسيطرة على حريق هائل نشب في فندق الأنتركونتننتال سابقا في حي أم الجود أمس إثر اشتعال النيران في الفندق الذي تتم فيه عمليات إزالة ويخلو من النزلاء، حيث تعامل رجال الدفاع المدني بحرفية مع النيران ومحاصرتها في أحد المواقع للحيلولة دون انتشار رقعتها، إلا أن حجم المخالفات الموجودة ساهم في تأخير إخمادها رغم محاصرتها. وشهد الموقع تواجد فرق الهلال الأحمر التي وقفت على أهبة الاستعداد للتدخل إذا دعت الحاجة لذلك، في حين لم تسجل إصابات تذكر فيما انتشرت فرق المرور حول الفندق المحترق لتسيير حركة السير إثر توافد عدد كبير من المواطنين الذين انتابتهم حالة من الرعب في محاولة منهم لمعرفة الأسباب التي أدت لاشتعال النيران في ظل الحرائق الهائلة التي ضربت عددا من مناطق المملكة مؤخرا من خلال حوادث مختلفة. بيان الدفاع المدني وفي وقت لاحق، أصدرت المديرية العامة للدفاع المدني في العاصمة المقدسة بيانا أكدت فيه تمكن 12 فرقة دفاع مدني متنوعة الاختصاص بقيادة العميد خلف بن جازي المطرفي مدير ادارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة من السيطرة على حريق نشب عند الساعة 8:40 مساء أمس، في قاعة قديمة للاحتفالات تحت الازالة، اضافة الى قاعة اخرى صغيرة ملاصقة لها تقدر ابعادها ب(80×100م) مكونة من دورين، حوائطها من الخشب ومسقوفة بالحديد والخشب والعوازل، وهي قديمة الانشاء (منذ اكثر من 35 عاما) مباعة في الوقت الراهن كخردة وخاضعة حاليا لأعمال إزالة من قبل المشتري، ويعتبر مقر الفندق الآن مهجورا وخاليا من السكان. وأوضح مدير التحقيق والناطق الإعلامي بالدفاع المدني العقيد علي خضران المنتشري أن الحادث حتى ساعة اعداد هذا الخبر لم تنجم عنه أية اصابات في الارواح -ولله الحمد- وما زالت التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحادث ومقدار الخسائر المادية.