كان لفتوى أحد المشايخ بالفرح على مصائب الآخرين «إعصار ساندي» الكفار كما يصفهم، أثرها في الرأي العام لدينا، إذ تداخل معها وعارضها الكثير من علماء الدين والمفكرين، من باب أنها صورة ظالمة في حق غالبية المجتمع، نرسلها للآخر بأننا نتمنى الشرور للآخرين. الحق يقال: لم يكن لدي رغبة في مناقشة القضية لاعتقاد خاطئ لدي، إذ كنت أعتقد أن من أطلقها شخصية عدوانية في «الإنترنت» أو مراهق للفت الانتباه، إلى أن قرأت بعض المقالات التي تؤكد أنها فتوى لأحد المشايخ، وأن القضية ليست كما ظننتها منذ البداية، ربما لاعتقادي أنه لا يمكن لعالم دين يطرح عليه سؤال كهذا أن يجيب كما أجاب الشيخ، وكنت أعتقد أنه سيجيب السائل: «ألم تعد قادرا على صنع فرحك الخاص، فأصبحت المصائب وموت الآخر هو من يفرحك»؟ ما لفت انتباهي بعد العودة للفتوى ذاك الخلط والاستشهادات الخاطئة بالآيات «يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا» [الأحزاب:9]، فأن تحاصر دولتك/ مدينتك/ بيتك، فيأتي إعصار يقتلعهم، من الطبيعي أن تفرح ليس لموتهم بل لنجاتك، لأنه ولولا هذا الإعصار لتم تدمير بلدك وتشريدك أو قتلك. والأهم في هذه الفتوى أنها تحمل في طياتها صبغة التفجيرات في عالمنا، إذ أجاب على من سأله: «أليس فيهم بعض المسلمين ألا نحزن عليهم»؟ فقال الشيخ: «أما المسلمون فمن كان منهم صادقا فإنه يبعث على نيته»، وهي نفس الإجابة التي كان يبرر فيها البعض موت أبنائنا، فهم كانوا يحللون لجنودهم الانتحاريين دماءنا، وأنه لا تثريب عليهم إن قتل المسلمون في تلك التفجيرات، فهم سيبعثون على نياتهم، وسيذهبون مع جنودهم الانتحاريين للجنة، ولكن لن يكون بنفس مرتبة «الانتحاريين»، فهم أي الانتحاريون أعلى مرتبة ممن قتلوهم. المؤسف في كل هذا أن يطرح شخص «سيكوباتي» يتلذذ بعذابات الآخرين سؤالا يتسق مع شخصية المسؤول، فيتكشف لنا أننا ما زلنا عرضة للموت العبثي، وأن هناك من يصدق أن الانتحاري/ القاتل أعلى مرتبة من القتيل وإن كان مؤمنا. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة S_ [email protected]