انتهت شعائر الركن الخامس من أركان الإسلام وبدأ ضيوف الرحمن في مغادرة أرض الحرمين الشريفين إلى أهليهم وذويهم بعد أن قضوا مناسكهم في أكبر تجمع بشرى تشهده المعمورة متكررا عاما بعد عام. ومع انتهاء هذا الموسم العظيم بما له وما عليه ومع صدور التقارير الرسمية عن حج هذا العام يطوى الملف استعدادا لعام جديد وموسم جديد وعند هذا الحد تقف المسؤولية الحكومية لتبدأ المسؤولية الشخصية. فكل حاج أتى ومعه حلم بأن يعود كما ولدته أمه خاليا من الذنوب نقي السريرة حسن الخلق.. فهل حقق كل حاج مبتغاه ؟. فكل حاج بذل من الأموال والجهد الكثير في هذه العبادة التي تحكمها القدرة والاستطاعة مضافا إليها الالتزام والنظام، فالزمان والمكان يتحكمان في تحركات الحاج.. فهل تمكن الحاج خلال أيام الحج من أن يضبط سلوكه..؟. ومع كون الحج عبادة دينية في المقام الأول ولكن شأنه شأن باقي العبادات يهدف إلى تهذيب النفس والخلق ليرتقي بسلوك الفرد لصالح الجماعة ويعيش المجتمع بشكل عام في حالة من الأمان وتسير مصالح أفراده الخاصة والعامة دون تعطيل أو إبطاء.. فهل أخذ الحاج كل ذلك في اعتباره..؟. وحتى لا ننتظر إجابة على هذه الأسئلة علينا أن نشاهد سلوكنا في الشارع وكيف نتدافع دون النظر للسن أو ضيق الطريق فالمهم أن أصل إلى ما أريد وما دون ذلك شأن لا يعنينى..!. وننظر أيضا كيف نقود السيارة في الشارع وننتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وبالعكس دون الاهتمام بباقي السيارات التي لها الحق نفسه في الطريق..!. وإذا ذهبنا للمكاتب لإنجاز أي معاملة قد نجد القائم على معاملتنا يستعد لأداء الصلاة ولكن قبل ميعادها بفترة كافية أو ذهب لبعض شؤونه الخاصة ويحافظ على شؤوننا في درج مكتبه لحين يأتي الفرج الذي قد يطول انتظاره حتى تصدق المقولة «الصبر مفتاح الفرج». فالله أدعو أن يكون الحج قد ترك أثره على سلوكنا كما تركه في نفوسنا.. آمين.