أسدلت الأجهزة الأمنية في جدة الستار على حادثة قتل مجهولة تعرض لها عامل مغسلة من الجنسية الهندية في حي الشرفية، عثر عليه مقتولا في شهر شوال الماضي. وتعود تفاصيل الجريمة عندما عثر أحد المواطنين على جثة مقيم تتوسط مغسلة ملابس ثياب، وقد غرقت في دمائها ليتم على الفور إبلاغ الفرق المختصة في الشرطة والتي تحركت لمباشرة الموقع، حيث تولى رجال الأمن تطويق الموقع وتوثيق مسرح الحادثة، برفع كافة الأدلة والبصمات وتجميع كافة القرائن، فيما شرع ضباط التحقيق في وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في شعبة التحريات والبحث الجنائي وضباط مركز شرطة الشرفية، في فتح ملفات التحقيق والبحث والتحري عن الجاني، وتتبع الخيوط الدالة على الجريمة، خاصة في ظل عدم العثور على أي مؤشرات تدل على الجاني أو تكشف هويته. في الوقت الذي عثر خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي على عشرات البصمات داخل مغسلة الملابس، وهو ما زاد عملية التحقيق صعوبة وأعاق تقدم رجال الأمن الذين بذلوا جهودا مضنية لتحديد صداقات المقتول ومعرفة حياته اليومية للتوصل، غير أن ذلك لم يفد التحقيق. وتواصلت الجهود وتمت الموافقة على اعتماد نشر عدد من المصادر الأمنية في مواقع تجمعات آسيوية وعربية، وهو ما نجح في رصد معلومات عن وجود وافد من جنسية يمنية يتنقل بين الأحياء المجاورة لموقع الجريمة من أرباب السوابق، حيث أشارت معلومات إلى أنه كان يرتاد المغسلة من وقت إلى آخر، ويحمل دوما سلاحا أبيض معه، وهو ما عزز الشبهات حوله. واعتمدت فرقة بحثية تابعة لشعبة التحريات والبحث الجنائي كمينا هدف إلى مواجهة القاتل من خلال رجل أمن مدني، بتأكيد معرفته أنه هو من اعتدى على عامل المغسلة، وعلى الفور اقترب المشتبه من رجل الأمن في محاولة لكشف كيف عرف بتلك المعلومة، بعدها بادره بالتهديد والقتل في حال الحديث، وهو ما منح التحرك السريع لضبطه. وعقب القبض على الجاني، حاول الادعاء بعدم معرفته بالجريمة والمقتول، إلا أن العثور على سلاح أبيض بحوزته تم تحريزه وإرساله للجهات المختصة لمطابقته مع الجرح الذي أصاب القتيل لتحديد طول النصل، وما إذا كان السلاح المستخدم في الجريمة من عدمه، جعل الجاني يسقط معترفا بجريمته. وقال في تدوين اعترافاته، أنه لم يكن ينوي قتل الضحية، وقد دخل إلى المحل بهدف غسل ملابسه، إلا أن انشغال العامل عنه جعله عرضة للعصبية، فاندفع نحوه لضربه، وما هي إلا لحظات حتى حمل السكين وسدد إليه طعنة قاتلة، وهرب من الموقع خوفا من ضبطه. الناطق الإعلامي المكلف في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق أكد أن فريقا من شعبة التحريات والبحث الجنائي سعى في محاولة للوصول إلى الجاني، خاصة أن الحي الذي شهد الجريمة تسكنه عدة جاليات وجنسيات، وهو ما زاد العمل الأمني صعوبة. وأضاف، غير أن ذلك لم يعق عمل رجال الأمن الذين نجحوا في الوصول إلى أحد الأشخاص كان قريبا من مكان الجريمة اتضح أنه من أرباب السوابق، تمت متابعته في عدة مواقع قبل أن يتم ضبطه ليعترف بجريمته.