أماطت شرطة جدة أمس، اللثام عن غموض مقتل موظف شركة قطارات كندي الجنسية من أصول صينية، عثر رفاقه على جثته أسفل مغسلة أيد في مقر الشركة في حي الحمراء صباح أول من أمس. وأبلغت «عكاظ» مصادر أمنية أن شرطة الشرفية تتحفظ على المتهم بعد توثيق اعترافاته. وكان المحققون وقفوا صباح يوم الجريمة على مسرح الحدث ولاحظوا الضوابط الصارمة المفروضة على عمليات الدخول والخروج في مقر الشركة، ومنها تحديد مواقع الدخول حسب فئات الموظفين، وعدم إمكانية التوغل إلى عمق الشركة إلا عبر بوابات إلكترونية، وهو الأمر الذي رجح لدى الأمن وجود علاقة بين المغدور وقاتله. وخلصت التحريات والتحقيقات إلى الفرضية ذاتها بعد عمل أمني متواصل ومتسع قاده رجال أمن في شعبة التحريات والبحث الجنائي. يشار إلى أن أجهزة الأمن تلقت بلاغا من رجل حراسة في الموقع عن انسحاب أحد رفاقه من الموقع بعد اكتشاف جثة القتيل. وصلت فرق مختصة إلى مقر الحدث وعثرت على الجثة أسفل مغسلة. وكشفت المعاينات الأولية في مسرح الجريمة خيوطا في غاية الأهمية، منها أن الشركة مدعومة بنظام أمني صارم متطور يعتمد على البوابات الإلكترونية التي لا تسمح لغير منسوبي الشركة بالدخول، فضلا عن ربط الدخول بإذن مباشر من موظف مختص، فتعامل رجال الأمن مع الخيوط المتوافرة واستمعوا إلى شرح مفصل عن النظام الأمني في الموقع، واتضح أن الأبواب الإلكترونية مربوطة بمستويات العاملين ومهماتهم، حيث يسمح لبعضهم بالدخول، فيما يقتصر توغل الآخرين إلى مناطق محددة لا يمكن تجاوزها. وأثمرت المعلومات عن توجيه الاشتباه إلى حارس أمن توارى عن الأنظار بعد الجريمة مباشرة، وعزز الاتهام سائق المغدور الذي أبلغ رجال الأمن أن المشتبه به كان متواجدا مع القتيل داخل المبنى ثم انسحب في وقت لاحق. في الحال تم ضبط المشتبه به ومواجهته، فبدت عليه علامات الاضطراب والارتباك قبل أن ينهار معترفا بقتل موظف شركة القطارات. وأفاد في أقواله أن القتيل ظل يترصد غيابه عن مهماته وتقدم بأكثر من شكوى ضده، فحاول إثناءه بلا طائل. وفي ليلة الجريمة اشتبك معه وضرب رأسه على حافة طاولة ثم أجهز عليه خنقا حتى فارق الحياة. واصل المتهم في اعترافاته وقال للمحققين إنه سحب الجثة إلى أسفل مغسلة الأيدي، ثم حمل حذاء المغدور وألقى به في سطح المبنى، ثم عاد لتنظيف مسرح الجريمة من آثار الدماء، ثم باع هاتفه النقال واستحوذ على محفظة نقوده واختار الاختباء في أحد الأحياء. في الأثناء أبلغ «عكاظ» مدير شرطة جدة اللواء علي محمد السعدي، أن أجهزة الأمن قبضت على الجاني بعد ساعات من جريمته، ممتدحا دور المحققين في كشف غموض الجريمة في وقت قصير. وقال المتحدث الرسمي في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد أن المتهم اعترف بجريمته، وأرشد رجال الأمن على طريقة تنفيذها، مشيرا إلى أن تقرير الطب الشرعي أكد حدوث الوفاة بين الساعتين السادسة والسابعة ونصف ليلا. تابع العمل الأمني مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي، ومساعده، فيما قاد فريق العمل رئيس شعبة وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس، كما شارك في العمل الأمني مدير شرطة الشرفية، ورئيس قسم التحقيقات في المركز.