تسلمت شرطة جدة من نظيرتها في نجران مواطنا قتل وافدا صوماليا يقيم في المملكة بطريقة غير شرعية قبل تسعة أشهر جراء خلاف على أجرة التاكسي، والمتمثلة في مبلغ خمسة ريالات. وبادر المواطن بتسليم نفسه إلى الجهات الأمنية في منطقة نجران إثر معاناته من ألم الضمير الذي انتابه بعد قتله الوافد الصومالي بطعنه بسكين في البطن، وتركه غارقا في دمائه في شارع الأمير متعب (الأربعين). وأوضح الناطق الإعلامي المكلف لشرطة جدة الملازم أول نواف البوق أنه تم تسلم القاتل من نظرائهم في شرطة نجران، حيث اعترف بكامل تفاصيل الحادثة وقاد فريق التحقيق إلى الموقع الذي عثر فيه على الجثة. وقال الناطق الإعلامي المكلف لشرطة جدة إن دافع القاتل من تسليم نفسه هو العقوبة وتطهير النفس من الجريمة، مشيرا إلى أنه في العقد الثالث من العمر. يشار إلى أن رجال شرطة جدة شرعوا في التحقيق في القضية التي وصفت بالجريمة اللحظية، إثر ملاحظة رجال المرور وجود آثار الدماء على عمود إنارة بجوار الموقع الذي عثر فيه على الجثة. ولاحظت فرق المرور عدم وجود أي آثار للإطارات، كما ظهر على الجثة وجود جرح غائر في البطن ما أشار إلى وجود شبهات جنائية في الحادثة. وشرع رجال الشرطة في تطويق موقع العثور على الجثة، وجرى استدعاء خبراء الطب الشرعي للكشف على المتوفى، فيما جرت الاستعانة بخبراء الأدلة الجنائية لمعاينة الموقع ورفع كافة الأدلة والبصمات من مسرح الحادثة. ووضعت أعمال البحث والتحري عدة فرضيات متمثلة في إلقاء الجثة من سيارة عابرة في الموقع، أو تعرضه للقتل فوق الرصيف لأجل السرقة، أو ثأر وعدوان شخصي. ورغم عدم وجود إثبات هوية عند العثور على الجثة، بيد أن رجال الأمن نجحوا في التوصل إلى المنزل الذي كان يؤوي الضحية في حي الربوة وموقع عمله. واكتشف رجال الأمن منزلا يرتاده العديد من المقيمين من جنسية صومالية، وبعد التحري عن المنزل اتضح وجود عزاء بداخله كان يخص الشخص المتوفى بعد أن علمت أسرته بوفاته غير أنها لم تبلغ الجهات الأمنية لاستلام جثمانه. وحقق رجال الأمن مع المتواجدين ليكشفوا هوية المتوفى وعمره وموقع عمله، حيث كان يعمل في إحدى المغاسل على طريق الأمير ماجد في جهة قريبة من موقع العثور على جثته. لكن العاملين في المغسلة تم إجراء انسحاب تكتيكي لرجال الأمن بهدف استدراج العاملين في المحطة، وبعد أيام قليلة عادوا إلى العمل عندها أطبقت عليهم شعبة التحريات والبحث الجنائي، وكان عددهم 15 شخصا جمعيهم من الجنسية الصومالية كانت لبعضهم أموال على المتوفى قد تكون دافعا إلى قتله، غير أن التحقيقات تأكدت من عدم علاقة أي شخص منهم بالقتل عندها تم البحث عن أصدقائه، ومن قد ينفذ هذه الجريمة، ولم يتم العثور عليها لذا أطلق عليها جريمة اللحظة. وتواصل جهد رجال البحث والتحري على مدار الأشهر الماضية بهدف حصر الشبهات حتى تلقت شرطة جدة اتصالا هاتفيا من نظيرتها في منطقة نجران أكدت وجود مواطن ثلاثيني يدعي تنفيذه جريمة قتل في ذات الموقع. وقاد التنسيق الأمني إلى تسليم الشخص إلى شرطة جدة، والتي باشرت التحقيق معه في وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في شعبة التحريات والبحث الجنائي، حيث كشف الرجل بأنه كان يقود مركبة أجرة في ذات الشارع، وركب معه شخص صومالي الجنسية طلب منه توصيله إلى إحدى المغاسل على الطريق، وبعد الاتفاق على مبلغ 10 ريال، وخلال سيرهم أفصح الراكب أنه لن يدفع أكثر من خمسة ريالات مقابل التوصيلة، فما كان منه إلا التوقف جانبا، وهو يحمل في يده سكينا، وتسديد طعنة قاتلة إلى بطن الضحية. وأضاف الجاني أن المجني عليه فتح على الفور باب سيارته وحاول الهرب غير أنه اصطدم في عمود الإنارة، وسقط على الأرض والدماء تواصل السيلان، فيما فر هو من الموقع من فوره، وبعد أيام قليلة غادر إلى نجران. واكتشف فريق التحقيق أن الجاني يعاني من ذهان ومرض نفسي حاد، وهو ما تم تقييده في سجلات التحقيق، فيما أكد القاتل بأنه كان يحلم بالمجني عليه كل ليلة، ولم يستطع العيش مع تلك الأحلام، وهو ما قاده إلى تسليم نفسه رغبة منه في التطهر بحسب وصفه.