.. في حديث رواه الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : ماذا ينجي العبد من النار؟ فقال: الإيمان بالله. قلت: يا نبي الله : مع الإيمان عمل ؟ قال : أن تعطي مما رزقك الله، قلت يا نبي الله، فإن كان فقيرا لا يجد ما يعطي؟ قال : يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .. قلت : فإن كان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا يستطيع أن ينهى عن المنكر؟ فقال: فليعن الأخرق، قلت : يا رسول الله أرأيت إن كان لا يحسن أن يصنع ؟ قال : فليعن مظلوما . قلت : فإن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مظلوما؟ قال : ما تريد أن تترك لصاحبك من خير؟ ليمسك أذاه عن الناس. قلت : يا رسول الله أو إن فعل هذا يدخل الجنة؟ قال : ما من عبد مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة. وكما نرى فقد تضمن الحديث عددا وافرا من الأعمال التي تؤدي إلى الجنة.. ويكفي المسلم أن يؤدي واحدة منها ليجد الطريق سالكا إلى الجنة. وأحسب أن ثمة من يعتقد أن النار هي منتهى ما يناله الشرير من مصير . ونتخيل أن الجنة على أنها قمة ما يناله الخير من مثوبة نفسية أو مادية، أو هما معا . وفي هذا الحديث نجد الرسول قد ساق من أعمال الرحمة والخير عددا غير قليل، ولم يجعل قمة الثواب وقفا على من يفعلها جميعا، بل إن واحدة منها تكفي. وهو ما تدل عليه الجملة الأخيرة في الحديث ونصها : أجل واحدة لاغير قادرة على أن تأخذ بيد صاحبها إلى تلك القمة.. وما من عبد مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة، ومثل هذا نبأ الأعرابي الذي جاءه يوما يسأله عملا يقربه من الجنة ويباعده عن النار، فقال عليه الصلاة والسلام : تقول العدل، وتعطي الفضل. قال: والله لا أستطيع أن أقول العدل كل ساعة، وما أستطيع أن أعطي الفضل. قال: فتطعم الطعام، وتفشي السلام . قال: هذه أيضا شديدة . قال: فهل لك إبل؟ قال: نعم. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : فانظر إلى بعير من إبلك وسقاء، ثم أعمد إلى أهل بيت لا يشربون الماء إلا غِبا أي نادرا فاسقهم، فلعلك لا يهلك بعيرك، ولا ينخرق سقاؤك حتى تجب لك الجنة. وهكذا فإن الطريق إلى الجنة ميسور إن أدى العبد حق ربه ثم تيسر له من الخير ما استطاع. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة