لماذا يتعلم الناس؟ لماذا يعملون؟ لماذا يتزوجون؟ لماذا ينجبون الأبناء؟ لأي شيء يعيشون؟ ما هو محركهم الأساسي الجوهري في الحياة؟ هل هو محرك واع أم أن حالهم هو حال حصاة يحملها ويحركها التيار؟ للأسف غالب الناس ليس لديهم غاية جوهرية محركة لهم في الحياة ولهذا هم يفتقدون لما يمكن تسميته ب «حس الرسالة». والذي يتولد عن وعي الإنسان بالمعاني الجوهرية في مجالات حياته، والافتقار لمثل هذا الوعي هو سبب غالب الأنماط السلبية السائدة في المجالين الخاص والعام، فالأب والأم اللذين لديهما حس الرسالة بالنسبة للأبناء ويعيان بأنهما يبنيان عقلية ونفسية وشخصية إنسان كامل ستصوغ خبرته معهما مسارات حياته للأبد لا يمكن أن يلقيا بمسؤولية تربيته على الخدم والسائقين ويسيؤوا معاملته باعتبار العنف المادي والمعنوي أسهل من التعليم والتفهيم والتدريب. وكذلك الموظف الذي لديه حس الرسالة لا يمكن أن يتهاون ويتراخى في عمله ويخضع لإغراءات الفساد فيه، فمن المعضلات الأساسية في عصرنا هو غياب «الغائية» عن النفسية والعقلية الفردية والجماعية، ولهذا يبدو الناس كالمسيرين على سيور واقعهم الفردي والجماعي بدون تبصرة في الغاية الجوهرية التي يفترض أن تمثل دافعهم ومحركهم فيما هم بصدده. والدوافع الغرائزية كتأمين الدخل المادي والسكن والعائلة والعلاقات الاجتماعية لا تعتبر بحد ذاتها غاية، إنما هي مجالات لتحقيق غاية ورسالة جوهرية متسامية في الحياة. وعلى سبيل المثال حس الرسالة في العمل مكون أساسي من مكونات ما يسمى «بثقافة العمل» التي يقول أرباب العمل أن الشباب السعوديين يفتقرون إليها، فالياباني تتم تنشئته على أن خدمة مجتمعه عبر عمله هو رسالة وواجب شخصي ينبغي عليه أداؤه وأن العمل ليس مجرد وسيلة للحصول على المال. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة