يؤكد اختيار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المملكة، لتكون أولى محطات زيارته للمنطقة الأحد المقبل، على أهمية الدور السعودي المحوري فى صناعة الاستقرار الإقليمي والعالمي، من خلال التعامل العقلاني مع مختلف الملفات الشائكة والأزمات المشتعلة، فضلا عن أهمية المملكة النابعة من موقعها الجغرافي وثقلها الديني والسياسي والاقتصادي. إن تلك الزيارة التي تعزز الشراكة بين المملكة وفرنسا في كافة المجالات تأتي في توقيت دقيق ومهم بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج على امتداد شريطيه الشرقي والغربي، كما أن تقارب المواقف السياسية للمملكة وفرنسا في العديد من قضايا المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية والنووي الإيراني، يمنح البلدين فرصة لتعزيز موقفهما المشترك في مواجهة تلك التحديات ورسم خارطة الاستقرار الإقليمي في المنطقة. لقد أفلحت المساعي السعودية والفرنسية التي تنسجم مع موقف الجامعة العربية ومجلس الأمن في تضييق الخناق على الحكومة السورية من خلال الحصار الاقتصادي والعسكري، ولكن الحصار لا يكفي في ظل تنامي العنف واستمرار مسلسل الموت وحرب الإبادة التي تشنها آليات بشار الأسد العسكرية على شعبه، وهذا يتطلب استراتيجية جديدة أكثر فعالية وتأثيرا لوقف الدمار والقتل داخل الأراضي السورية. إن التقارب السعودي الفرنسي والعلاقات المميزة في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية تمنح البلدين ثقلا كبيرا في المعادلة السياسية العالمية، ويتجلى ذلك التقارب من خلال منظومة التعاون العسكري المشترك المتمثل في شراء الأسلحة والتدريب والمناورات المشتركة التي كان آخرها تمارين (نمر 2) في جزيرة كورسيكا الفرنسية مؤخرا، فضلا عن التعاونات الاقتصادية والثقافية والعلمية الواسعة، وهذا التقارب كفيل بإيجاد موقف سياسي موحد للبلدين في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية.