سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هجوم 200 ألف حاج غير نظامي وراء التدافع في المحطات الفيصل يوجِّه بالتحقيق ومعاقبة المتسببين.. اتهامات متبادلة بين إدارة القطار وشركات الحج .. وزارة البلديات ل «عكاظ»:
وجه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة نائب رئيس لجنة الحج العليا رئيس لجنة الحج المركزية، بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب التأخير الذي حدث لمجموعة من الحجاج عند بوابة محطة القطار رقم 1 و3 أمس الأول، ما تسبب في تزاحمهم وتدافعهم. وتضم اللجنة التي شكلها سمو أمير منطقة مكةالمكرمة خمس جهات؛ تتمثل في إمارة منطقة مكةالمكرمة، وزارة الحج، وزارة الشؤون البلدية والقروية، قوات أمن الحج، والدفاع المدني. وأكد مصدر مسؤول في اللجنة أنهم باشروا مهام التحقيق فور تلقي توجيهات سمو أمير منطقة مكة، وسيتم الرفع بنتائج التحقيق، موضحا أن الأسباب الأولية لتأخر القطار تكمن في دخول أكثر من 150 ألف حاج من الحجاج المخالفين المفترشين إلى محطة القطار ولا يحملون تذاكر دخول، مما تسبب في ارتداد الحجاج النظاميين وتراكمهم أخيرا داخل المحطات وحدوث التزاحم والتدافع. وأشار المصدر في توضيحه إلى أن ارتداد الحجاج وتراكمهم في المحطة أجبر المسؤولين على إيقاف القطار وتفويج الحجاج لمدة 90 دقيقة، ما تسبب أخيرا في تأخير تفويج الحجاج النظاميين، كما اضطر المسؤولون أيضا إلى نقل كامل العدد للحجاج البالغ 680 ألف حاج عبر القطار، رغم أن الطاقة الاستيعابية للقطار لا تتحمل أكثر من 530 ألف حاج. وأفاد المصدر تورط إحدى مؤسسات الطوافة في ما حدث، التي يتم التحقيق معها حاليا، مؤكدا أن توجيه أمير منطقة مكةالمكرمة واضح وصريح ويقضي بمعاقبة المتسببين، بعد انتهاء التحقيقات ومعرفة الأسباب الحقيقية للمشكلة. وطالب المصدر في ختام تصريحه بضرورة تحري الدقة في نقل أية معلومة، حيث إن القطار لم يتعطل، بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإلكترونية. من جهته، أوضح وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس مركز المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة الدكتور حبيب زين العابدين الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوث تدافع بالقرب من بعض محطات القطار في مشعر عرفات، مرجعا ذلك إلى غير النظاميين من الحجاج ممن لا يحمل بعضهم تصاريح حج نظامية وإصرارهم على ركوب القطار بدون تذاكر، مؤكدا أن القائمين على تشغيل المشروع استجابوا لذلك وفتحوا البوابات لامتصاص الأعداد الكبيرة من الحجاج، حيث بلغ من تم استيعابهم من الحجاج غير النظاميين نحو 200 ألف حاج وحاجة استقلوا القطار دون أن يدفعوا ريالا واحدا. ودحض المعلومات التي تحدثت عن وجود تلفيات خلفها اقتحام الحجاج لأسوار المحطات وبوابات الدخول في عرفات، مؤكدا أن ذلك لم يحدث والبوابات صممت بطريقة ذكية تستوعب المتغيرات وهناك حراسات كافية حولها. وبين أن العدد الإجمالي الذي نقله القطار الخط الجنوبي من عرفات إلى مزدلفة 740 ألف حاج بينهم 540 ألفا حجاج نظاميون لديهم تذاكر، وبين أن وزير الشؤون البلدية والقروية صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وجه فورا بتشكيل فريق لوضع تصور مناسب لعدم تكرار ذلك وسن تدابير مناسبة لمعالجة الموقف في الأعوام المقبلة. وعن أبرز الحلول قال «ليس هناك مشكلة إلا ويمكن حلها، نحن في الوزارة لدينا أكثر من طريقة لمعالجة المواقف الصعبة، وفي هذا الأمر تحديدا سنبحث مع شركائنا من الوزارات الأخرى ولجنة الحج المركزية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ما يحسم وينهي هذه المشكلة». وعن الزمن الحقيقي لنفرة الحجاج من عرفات قال «أفرغنا جميع المحطات قبل الساعة 11 ليلا، أي في ظرف خمس ساعات نقلنا نحو 740 ألف حاج وحاجة، وهذا رقم قياسي غير مسبوق على مستوى العالم، وفي مزدلفة نجح القطار في تفريغ آخر محطة بحلول الساعة العاشرة صباحا بحيث تم نقل جميع الحجاج إلى منى». ونفى زين العابدين أن يكون هناك سوء تنظيم أو تخطيط في إدارة الحشود البشرية الهائلة التي توجهت إلى المحطات قائلا «لو كان التنظيم أو حتى الاستعداد غير جيد لما تمكنا من استيعاب كل هذه الأعداد»، وأضاف «لدينا حساب لكل شيء وكنا متوقعين حدوث مثل هذا الأمر ولذا كان لدينا مرونة عالية ومدى زمني في جداول الرحلات لنقل كل هؤلاء الحجاج». من جهة أخرى أدى زحف نحو 150 ألف حاج غير نظامي صوب محطات قطار المشاعر المقدسة فجر أمس إلى سقوط 20 حاجا بسبب الإعياء والإجهاد في محطات القطار في مزدلفة ومنى جراء التزاحم والتدافع الذي وقع في تلك المحطات. ونقلت فرق الهلال الأحمر المصابين لمستشفى منى الجسر وتدخل فرق طبية وأمنية للسيطرة على الوضع قبل تفاقمه، فيما أعلنت مستشفيات مشعر منى حالة الطوارئ الحمراء لإسعاف مصابي التدافع. وفي الوقت الذي شهدت فيه محطات قطار المشاعر المقدسة أمس كثافة بشرية غير مسبوقة، حذر المدير العام لمشروع قطار المشاعر المقدسة المدير التنفيذي لبرنامج تفويج الحجاج إلى منشأة الجمرات ومحطات قطار المشاعر المقدسة المهندس فهد أبو طربوش من سيطرة المفترشين على مداخل ومحطات قطار المشاعر في مشعر منى بشكل كبير، وقال إن «ذلك سيقود لكارثة ما لم يتم تفادي الأمر» على حد قوله. وقال المهندس أبو طربوش «لا صحة لما يشاع بأن عطلا أو خللا فنيا وقع في القطار، لكن ما جرى كان خارج قدراتنا». وأوضح، «مع بداية التشغيل يوم التروية دفعت شركات الداخل ب 50 ألف حاج بلا أساور مخصصة للقطار وذلك من محطة الجمرات وهذا فوق الطاقة المتوقعة والمسموح بها ما أربك الخطط التشغيلية عندما وصلنا إلى مشعر عرفات وخصوصا في طريق رقم 3 تفاجأنا بالحجاج المتسللين وغير النظامين بافتراشهم في المحطة». وزاد، «من هنا بدأت أزمة أخرى، وهذا ما أخر رحلات نقل الحجاج حتى الساعة الثانية والنصف فجر أمس ونقل القطار ما يزيد عن 740 ألف حاج بزيادة قدرت ب 200 ألف حاج عن المخطط له وهذه الزيادة سببت لنا إرباكا في العمل وقادت لعشوائية أيضا، حيث استفاد من القطار غير الفئة المستهدفة والسبب الأول والأخير فيها الافتراش وغياب قوة مخصصة لمنع الافتراش في محطات القطار». وتخوف المهندس أبو طربوش من حدوث كارثة خلال أيام التشريق ما لم تتدخل قوة أمنية لإزاحة المفترشين من محطات منى 1 و2 حيث ستكون الكثافة البشرية هناك مهولة وفق قدرات فرق التشغيل في قطار المشاعر. ومع تزايد تحذيرات إدارة تشغيل القطار من أزمة الافتراش ألقى رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة أسامة فيلالي باللائمة على أسلوب التشغيل في قطار المشاعر الذي وصفه بترك الحابل على النابل ما قاد لتزاحم وسوء إدارة. وقال فيلالي «أحمل مسؤولية ما جرى ويجري في محطات القطار إدارة التشغيل التي تعمل بعشوائية متناهية تسببت في إصابات وإعياءات بين الحجاج، فالرحلات كانت قليلة وغير مجدولة وفق تنظيم معين، وتم إغلاق المسارات المؤدية للقطار ما قاد لاحتجاز الحجاج بين القطار وطرق العودة ولا سيما مع توقف الرحلات وهذا ما يحتاج فعلا لإعادة نظر وإدارة جيدة». الهلال الأحمر: إسعاف 36 حالة في حادثة التدافع علي غرسان (بعثة «عكاظ» المشاعر المقدسة) اوضحت هيئة الهلال الاحمر السعودي أن 10 فرق إسعاف أرضية وخمس فرق من الدراجات باشرت حادث التدافع في القطار وبادرت بنقل 18 حالة الى المستشفيات الموجودة في نطاق عرفة، كما تم علاج 18 حالة بموقع الحادث، لافتة إلى أن غالبية الحالات كانت نتيجة للإجهاد والإعياء وأن معظم الحالات من كبار السن والنساء ومن جنسيات مختلفة. وأكدت الهيئة في بيان لها بأن المسؤولين في الهيئة حريصون كل الحرص على سلامة وصحة حجاج بيت الله الحرام حتى تأديتهم لنسكهم وأن هناك توجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الهيئة في هذا الشأن والذي كان يتابع إسعاف حادث التدافع لحظة بلحظة حيث شدد سموه على أن يلقوا الرعاية والخدمة الاسعافية اللازمة وهو ما تم ولله الحمد حيث إن جميع الحالات مستقرة والبعض واصل تأديته لنسكه.