سجلت خروقات جديدة أمس لليوم الثالث على التوالي للهدنة التي دعا إليها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي الذي يعتزم رغم ذلك مواصلة مهمته وتقديم «أفكار جديدة» لمجلس الأمن الشهر المقبل رغم فشل الهدنة بمقتل 16 شخصا على الأقل، بينهم سبعة أطفال وخمس نساء، في غارة جوية استهدفت الأحد قرية في محافظة ادلب . ومنذ إعلان الهدنة في عيد الأضحى الجمعة قتل أكثر من 250 شخصا في القصف والمعارك بين قوات النظام السوري ومسلحي المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وذلك ما يبدد أي أمل بالتوصل إلى وقف للمعارك بعد أكثر من 19 شهرا من الانتفاضة التي تحولت إلى نزاع مسلح في سوريا. فيما يتوجه الإبراهيمي هذا الأسبوع إلى الصين وروسيا مرة جديدة لإقناع قادتهما بالتراجع عن عرقلة تحرك في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية. وسيعود الإبراهيمي في نوفمبر إلى مجلس الأمن الدولي بمقترحات وأفكار جديدة لحمل الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية إلى طاولة المفاوضات كما أكد دبلوماسيون أمميون ذلك. وصرح دبلوماسي آخر «إن العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بأنه لم يعد هناك من خيار آخر. لكنهما لم يصلا بعد إلى (هذه النقطة) إلا أن الإبراهيمي لديه بعض الأفكار». وميدانيا، قتل 16 شخصا على الأقل، بينهم سبعة أطفال وخمس نساء، في غارة جوية استهدفت بلدة البارة في جبل الزاوية في محافظة ادلب شمال غرب سوريا، كما شنت القوات النظامية غارات جوية على مناطق بمحيط بلدات عربين وزملكا وحرستا، الواقعة على بضعة كيلومترات من العاصمة. وتصاعدت سحب الدخان من الغوطة الشرقية التي تحاول القوات منذ نحو أسبوع السيطرة على بلدات ومدن فيها، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان. وفي ريف العاصمة أيضا، أفاد المرصد عن مقتل ما لايقل عن أربعة عناصر من القوات النظامية إثر «هجوم نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة على حاجز للقوات النظامية في بلدة عين ترما». كما سيطر المقاتلون على عدة حواجز للجيش السوري في دوما. وحول فشل هدنة الإبراهيمي أكد ل «عكاظ» عبد الكريم ريحاوي رئيس مركز لاهاي لحقوق الإنسان المتخصص في توثيق جرائم الحرب في سورية، أنه كان واضحا منذ البداية أن هذه الهدنة الهشة غير قابلة للحياة، كونها لا تتضمن خطة واضحة، تلتزم بها الحكومة وقوات المعارضة المسلحة، وبقيت مجرد دعوة لوقف إطلاق النار لاختبار جدية الأطراف في الالتزام المبدئي لتسوية سياسية قادمة.