تعددت صور جني المال وأسبابه، إلا أن هذه السعادة تتضاعف لتصل أوجها عندما يكون السبب من وراء ذلك أداء فريضة الحج، والحاجة عزيزة وشقيقتها صابرة المغربيتان وغيرهما من قاصدي البيت العتيق، خير مثال لهذ السعي المبارك. «عكاظ» التقت بعدد من الحاجات اللاتي كابدن المشاق من أجل جمع المال الذي يعينهن على أداء الفريضة في المدينةالمنورة قبل صعودهن إلى أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة للبدء في مناسك الحج. وقالت الحاجة صابرة بلهجتها المغربية التي يصعب فهم معظم مفرداتها، ولكن دموع الشوق للأرض الطاهرة كانت أكثر تعبيرا، «أحج للمرة الثانية فحجتي الأولى كانت عام 1988، حيث مضت سنوات كنا نكابد فيها الظروف القاسية وعندما استطعنا جمع المال عبر فتح مخبز صغير في منزلي لصنع الخبز وبعض الحلويات وبيعه، ما حقق أملي المنشود وهو المجيء إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم والحمد لله الذي أنعم علينا بالصحة والعافية لحج بيته». وذكرت شقيقتها عزيزة (57 عاما) أنها تقاعدت من التعليم، وتضيف «أساعد شقيقتي في صنع الخبز، ولنا مخبزنا الخاص الذي كان المعيل لنا بعد الله لحج بيت الله». أما أم أحمد حاجة من جمهورية مصر الشقيقة وتبلغ من العمر 48 سنة، فتقول: «أزور المدينة من أجل العمرة إن تيسر لي ذلك في كل عام ولكن حجتي هذه تعد الثانية، فمرض والدتي وكبر سنها منعها من أداء الحج فحجتي الحالية أحجها نيابة عنها، وأنا أعمل على بيع الشاي من أجل العيش الكريم ومن أجل جمع المال في ظل غلاء الأسعار، ووجودنا هنا يمحو كل تعب الجسد الذي تحملناه من أجل الوصول إلى البقاع الطاهرة».