في الوقت الذي نرى فيه أن مهنة الطب أكثر المهن قربا ولطفا بالإنسان، تغالطنا الوقائع إلى نماذج قليلة في ذلك المجال انتهجت القسوة وسوء التعامل مع ذلك المريض العاجز بين أيديهن إلا من صرخات استغاثة وشكوى مريرة لما يحتشد في جسده من ألم. وفي مقابل ذلك عدم اكتراث أو أدنى مشاعر للرحمة والرأفة بذلك المسجى على أسرة الوجع في تلك المباني المسكونة بمن جبلت قلوبهم على القسوة واللامبالاة بما تعج به تلك الأجساد من أوجاع بعضها طارئ والأخرى مزمنة تنخر فيها حتى تفنيها. الممرضة بردائها الأبيض الناصع مثل للرقة وحسن التعامل مع المرضى حتى أن هناك من يطالب بها قبل الدكتور المعالج والذي لا تربطه به سوى اللحظات العصيبة في مراحل الكشف عن المرض أو خطوات الاستئصال المتدرجة بين الصعبة والمميتة. ليأتي دور الممرضة أو الممرض في مرافقة المريض أياما طوالا يسهرون على متابعة حالته بالعلاج حتى يتعافى دون تذمر أو تأخير في حال إن احتاج المريض لتواجدهم حتى أن بعض المرضى يجزع من حالته فيقضي ليله ونهاره في الصراخ والمناداة، لتكون إجابة ملائكة الرحمة كما يسميهن البعض حاضرة وبوجه بشوش ولطف جم في التعامل. مواقف عدة جعلتنا نتعامل مع كوادر التمريض في مستشفياتنا لنلمس مدى التغير في معاملة البعض للمرضى والفظاظة في تأدية الواجب حتى أن بعضهن وأركز على الممرضات ترى المريض أو المريضة ينازع الموت دون أن يثير في قلبها أي مشاعر بل قد تتجاهله في برود يجعلك تطرح أكثر من سؤال: ترى هل كثرة ما عايشنه من أمراض قد جبل قلوبهن على القسوة ؟. لا نملك الإجابة يقينا ولكن إهمال المسؤول في متابعة هؤلاء والثقة المطلقة في أن تعاملهن جيد وأن شكوى المريض منهن تعد تجنيا.. وذلك مادفع البعض إلى التمادي في سوء معاملة المرضى. قد يقال إني عممت الفكرة وظلمت البعض لكني أجزم أن هناك هذه النوعية القاسية، وليس شرطا أن تحتكر على جنسية معينة ومستشفى وحيد عن غيره بل الشكاوى مريرة من أكثر من مريض ومريضة وفي مستشفيات عديدة بعضها صيته واسع في الطب والاستشفاء.. إن ما هو مؤمل من المسؤولين في مستشفياتنا متابعة كوادر التمريض وأخذ شكوى المنومين من سوء المعاملة بعين الاعتبار لأن الوضع تعدى الحالات الشاذة.