كشفت دراسة حديثة أجراها أحد المستشفيات الحكومية العام الماضي أن نسبة المرضى الذين يصابون بقرح الفراش في المستشفى بلغت 7.8 % في حين أن النسبة العالمية 4.2% كما بلغت نسبة الإصابة بالقرح في كل قسم 7.1% وعالميا 3%. و تشتكي فاطمة جمال من تعرض والدتها التي تقضي فترات طويلة في المستشفى بسبب المرض للإصابة بقرحة الفراش في كل مرة تُنَوَّمُ فيها في المستشفى قائلة «تنوم والدتي أحياناً لمدة شهر، و تخرج فترة لتعود للمستشفى لشهر آخر أو أكثر، و المصيبة أنها تصاب بقرحة فراش في كل مرة» متهمة الممرضات بالإهمال لعدم تقليبهن والدتها كل ساعتين كما هو مقرر، و تقدمت هاجر عيسى بشكوى لإدارة المستشفى لإصابة والدها المصاب بالسكري بقرحة فراش عميقة، لم تشفَ حتى وفاته، فكان رد الممرضات «والدك ثقيل الوزن و تقليبه ينهك ظهورنا» وتقول رئيسة الممرضات نعيمة آل عبد العلي، تصيب قرح الفراش المرضى غير القادرين على الحركة كالمصابين بغيبوبة، و حالات الشلل و كبار السن، و الإصابة بهشاشة العظام، حيث يسبب ضغط الفراش على أجزاءٍ من الجسد منع وصول الدم، و تبدأ كأحمرار في الجلد، ثم يصبح الجلد كالمحترق، و تظهر علية فقاعات، و يتآكل العضل، و قد تصل القرحة للعظم، و حينها يكون العلاج صعباً، و تساعد الرطوبة على تفاقم الحالة على عكس العلاج في بداية الأصابة، منوهة إلى أن أكثر المناطق عرضة للقرحة هي أماكن بروز العظام وخصوصاً عظام الحوض، و الظهر و عظام الكاحل و كعب الرِجل، مضيفةً «أنه لا يمكن لوم الممرضات عند حدوث قرحة لأن القرحة لا تحدث بين يوم و ليلة فالممرضة المهملة تفسد عمل الممرضة المجتهدة، فلو قلبتة إحداهن أربع مرات خلال ثماني ساعات مدة دوامها، و لم تقلبه الممرضة التي بعدها سوى مرة واحدة، فسيصاب بالقرحة، و سيصعب تحديد المتسبب فيها» و تضيف «إن نقص الكوادر الطبية يلعب دوراً في الأمر، فإذا كان لدى الممرضة عددٌ كبيرٌ من المرضى، فلن تستطيع العناية بهم بالشكل الملائم». و حملت الممرضة نورا قاسم المستشفى جزءاً من مسؤولية تزايد حالات الإصابة بقرح الفراش بين المرضى المنومين في قسم العناية المركزة، و ذلك لعدم توافر التجهيزات الملائمة لمنع ذلك، كالمرتبة الهوائية التي تمتاز بنعومتها على الجلد، وقالت «ينبغي تقليب المريض غير القادر على الحركة مرة كل ساعتين، بمعدل 12 مرة يومياً، و لكن الحقيقة أن المريض في المستشفى لا يتم تقليبة أكثر من أربع مرات خلال 24 ساعة، فجميع الممرضات تقريباً يتهربن من هذه المهمة غالبا لثقل وزن المرضى، فبعضهم يصل وزنة ل 130 كيلو، وبعضهم يحتاج لخمس ممرضات لتقليبة وهو ما لا يمكن حدوثة لانشغالهن جميعا بمهامَ أخرى». وتؤكد الممرضة نورا «أن المرضى المصابين بالتبول اللإرادي و الإسهال الدائم أكثر عرضة من غيرهم للأصابة بسبب الرطوبة، وكذلك المرضى الموصلون بأنابيب و أجهزة يصابون بقرح في أماكن اتصالها بها، مشددة على ضرورة عدم إهمال المريض .