قدم من ألبانيا إلى البلد الحرام وفي فؤاده حب كبير وشوق متزايد لهذا البيت العتيق، كم تمنى أن يعجل الله له بهذا اليوم قبل أن تنطفئ شمعة عمره، كان هذا حال الحاج أكران كور، 90 عاما، الذي روى ل «عكاظ» تفاصيل قصته قائلا «الفرحة لا تسعني وأنا بجوار بيت الله الحرام فقد كان ذلك حلما يراودني منذ الصغر وأنا أشاهد بيت الله الحرام عبر شاشة التلفاز، حيث عشنا تحت مظلة ظلم الحكم الشيوعي على مدى 50 عاما، أيام لا تنسى وأمنيات فقدناها من الصغر». ويسترجع الحاج أكران كور شريط الأمنيات ليعود صوب ثلاثة عقود مضت كان خلالها يحلم بالوصول إلى أرض المشاعر، «كنت أجمع المال واستقطع جزءا من قوتي وقوت عيالي لتوفير مصاريف هذه الرحلة الإيمانية، ولم يكن المال همي الوحيد والفاصل بيني وبين تحقيق حلمي، بل كان الاستبداد الشيوعي المستشري والممتد في أنحاء ألبانيا عاملا آخر حال دون تحقيق الحلم، حيث كان الطغيان الشيوعي يحاصرنا، وكنا نبحث عن بصيص أمل فجاء الانفراج عندما جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الأديان والثقافات والذي ناقش العديد من القضايا الدينية التي تختلف حولها الأديان، ومن خلال هذا الحوار انتهى ظلم الشيوعية وحققت حلمي بأن قصدت الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج هذا العام».