باقة ورود تعطر المكان والزمان بعبق الطمأنينة والسكنية، وتحفها مشاعر الرضاء ببلوغ الحجيج إلى مشعر عرفات محاطة بمنظومة أمنية تحرسهم من كل ما قد يعكر صفوهم ويفسد نسكهم، مشهد رصدته «عكاظ» على علو 1000 قدم حيث رافقت رحلة الحجاج مع طيران الأمن والإسعاف الطائر في طريقهم إلى عرفات للوقوف بصعيدها الطاهر ورفع أكفهم بالدعاء بأن ييسر الله عليهم رحلتهم ويبلغهم القبول. مظهر الحجيج الذي يعجز القلم عن وصفه ولا تتسع حدقة العين عن رصده، ففي كل نقطة في المشعر تجد أفواجا من الحجيج يسيرون جماعات وفرادى ترصدهم أعين فرق الأمن برا وجوا. وتواصل طائرات الجهات الأمنية والإسعافية تحليقها في سماء المشاعر، ونقل صور حية لحركة الحجيج إلى مراكز ومراقبة حركة السير، وتحديد أفضل المسارات للوصول إلى حيث تقف كل الجهات الأمنية والخدمية على أهبة الاستعداد للقيام بأعمالها حال تطلب الأمر ذلك على مدار الساعة، وتمرير البلاغات لمراكز القيادة والسيطرة لتحديد الملاحظات وتوزيعها على الجهات المسؤولة للتدخل وإيجاد الحلول المناسبة لها. وتتعدد وسائل النقل التي توصل الحجيج إلى مشعر عرفات ومن أهمها قطار المشاعر الذي يفرغ الحجاج في جانب المشعر، بينما يفرغ النقل الترددي أفواجا في مواقع أخرى وتنقل الحافلات بعض الحجيج إلى جهة ثالثة بحسب الخطط الموضوعة والتي تعتمد على عدم التكتل البشري في موقع واحد، إلا أن جبل الرحمة يعد عنق الزجاجة في رحلة الحجاج حيث يفضل عدد منهم التوجه إليه إما لمشاهدته أو بعض المعتقدين بأن الحج لا يكمل حتى يتم الوقوف فيه. «عكاظ» رافقت قائد طيران الأمن في الحج العقيد رياض عسيري الذي أكد أن طيران الأمن يشارك هذا العام لأول مرة بقوة تفوق الأعوام الماضية وتتكون من طيارين وفنيين ومهندسين وإداريين ومسعفين ناهزت 360 ما بين ضباط وضباط صف وجنود بتخصصاتهم المختلفة، كما وصل إجمالي الطائرات المشاركة إلى 19 طائرة بأنواعها المختلفة، ومن أبرزها طائرة s 92 وطائرات الشوايزر 434 التي تقوم بمهام استطلاعية، وتتكون طائراتنا من معدات حديثة ومتطورة تتناسب والتحديث الشامل الذي نشهده كأجهزة الاتصال والكاميرات الحرارية وهي مجهزة بأحدث الأجهزة لتنفيذ العمليات المطلوبة أيا كان نوعها من حرائق وغيرها بحسب نوع هذه المهمة ويتم على إثره تجهيز الطائرة. وأضاف العقيد رياض العسيري أن طيران الأمن سوف يواصل تحليقه في سماء المشاعر خلال نفرة الحجيج من عرفة إلى مزدلفة حتى انتهاء أعمال الحج لتقديم الدعم والإسناد الميداني لوحدات الدفاع المدني لأداء مهامها في الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن، لافتا إلى أن طيران الأمن مستعد للمشاركة في أي حدث لا سمح الله في أي مدينة من مدن المملكة. وقبل غروب الشمس تقف أفواج من الحجاج على خط مستقيم عند لوحة نهاية عرفات، بانتظار الزوال ليتوجهوا إلى مشعر مزدلفة ومنها إلى مشعر منى لرمي الجمرة الكبرى يوم العيد الأكبر.