صورة لا يمكن وصفها بالكلام ومشاهد تقف عاجزة أمامها كاميرات وعدسات التصوير .. على ارتفاع 2500 قدم تبدو اللوحة بانورامية لمنطقة المشاعر المقدسة إذ تظهر الوفود وعشرات الآلاف وهم يتنقلون وسط روحانية المكان والزمان. المشهد من الجو يأسر القلوب والوجدان لوحة من اللون الأبيض وسط الخيام إذ رصدت «عكاظ» نبض المشاعر أمس قبل ساعات من وقوف الحجاج في عرفات في رحلة جوية برفقة قائد طيران الأمن العقيد رياض العسيري على متن طائرة من طراز S-92 تتبع الدفاع المدني وتعد من أحدث الطائرات العمودية في العالم. 40 دقيقة في الجو انطلقت الرحلة في الساعة ال 5 عصرا من قاعدة العوالي وتبدو الصورة من الأعلى أشبه بالخيال فمن هذا العلو يمكن رصد جميع الطرق وتحديد المناطق الحرجة للدخول والخروج من المشاعر المقدسة إذ كانت أغلب الطرق المؤدية للمشاعر مهيأة للمشاة. شملت الجولة التي استمرت قرابة 40 دقيقة على تحليق الطائرة على عدة مستويات حيث مشطت مشعر منى مرورا بمنشأة الجمرات، المشروع العملاق، الذي يبين تصميمه مدى حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على أمن وسلامة الحجيج. بعدها سارت الطائرة إلى مشعر عرفات عبورا بمزدلفة وكان لقطار المشاعر منظر خلاب يشبه النهر الذي يشق الجبال بانسيابية وعنفوان. إنعاش وحاضنات أطفال «عكاظ» حاورت قائد طيران الدفاع المدني في الحج العقيد رياض العسيري على ارتفاع 2500 قدم فأوضح أن الطائرات الحديثة في أسطول طيران الدفاع المدني والتي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة قاصدي وزوار بيت الله الحرام مجهزة بأحدث الآليات والمعدات لتنفيذ كافة المهام والعمليات المطلوبة أيا كان نوعها، مع إمكانية تجهيز كل طائرة بما يلزم لأداء مهام بعينها وعلى سبيل المثال تجهيز الطائرات بجردل الإطفاء سعة 650 جالون لمكافحة الحرائق أو تجهيزها بونش للإنقاذ مع كافة التجهيزات الطبية لأداء المهام الإسعافية مثل عمليات الإنعاش الرئوي والتنفس الصناعي وتخطيط القلب والصدمات الكهربائية وتم أخيرا تأمين حاضنات لحديثي الولادة ضمن التجهيزات الطبية للطائرات. الأحدث في العالم وأبان ل«عكاظ» العقيد رياض العسيري أن الطائرات الجديدة من طراز ( S-92) والتي دخلت الخدمة ضمن خطة تطوير أسطول طيران الدفاع المدني تعد من أحدث الطائرات العمودية في العالم من حيث تجهيزاتها وقدرتها على المناورة والعمل في أصعب الظروف المناخية مع أنظمة الرؤية الليلية والكاميرات الحرارية إلى جانب تجهيزات خاصة لتفادي الأحوال الجوية السيئة منها أجهزة الملاحة الجوية التي تتيح لقائد الطائرة رصد وتحديد اتجاهات الرياح والصواعق بدقة. 360 عنصر طيران وأكد العقيد رياض عسيري أن طيران الأمن يشارك هذا العام لأول مرة بقوة تفوق الأعوام الماضية والتي تتكون من طيارين وفنيين ومهندسين وإداريين ومسعفين بلغ عددهم 360 ما بين ضباط وضباط صف وجنود من مختلف التخصصات. كما وصل إجمالي الطائرات المشاركة إلى 19 طائرة بأنواعها المختلفة ومن أبرزها طائرة s-92 وطائرات الشوايزر 434 التي تقوم بمهام استطلاعية. وطبقا للعقيد عسيري فإن طيران الأمن يواصل تحليقه في سماء المشاعر خلال نفرة الحجيج من عرفة إلى مزدلفة حتى انتهاء أعمال الحج لتقديم الدعم والإسناد الميداني لوحدات الدفاع المدني لأداء مهامها في الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن، لافتا إلى أن طيران الأمن مستعد للمشاركة في أي حدث في أي مدينة من مدن المملكة.