باقة من الورود البيضاء، تفوح منها روائح الطمأنينة والسكنية، تحفها مشاعر الرضا ببلوغ الحجيج إلى مشعر عرفات، مكتسية بمنظومة أمنية تحرسهم من كل ما يعكر صفوهم ويفسد نسكهم. «عكاظ» رافقت رحلة الحجاج إلى مشعر عرفات على ارتفاع 1000 قدم، وهم يسيرون متوجهين إلى عرفات للوقوف بها ورفع أكفهم بالدعاء بأن ييسر الله عليهم رحلتهم ويبلغهم القبول. مظهر الحجيج يعجز القلم عن وصفه ولا تسع حدبة العين رصده، في كل نقطة في المشعر تجد أفواجا من الحجيج يسيرون في أفواج ترصدهم أعين فرق الأمن برا وجوا. وتواصل طائرات الجهات الأمنية تحليقها في سماء المشاعر, تنقل صورا حية لحركة الحجيج إلى مراكز ومراقبة حركة السير، وتحديد أفضل المسارات للوصول، حيث تقف كل الجهات الأمنية والخدمية على أهبة الاستعداد الكامل لأداء أعمالها حال تطلب الأمر منها على مدار الساعة، وتمرير البلاغات لمراكز القيادة والسيطرة لتحديد الملاحظات وتوزيعها على الجهات المسؤولة لتتدخل لإيجاد الحلول المناسبة لها. وسائل النقل التي توصل الحجيج إلى مشعر عرفات متعددة، أهمها قطار المشاعر الذي يفرغ الحجاج في جانب المشعر، بينما يفرغ النقل الترددي أفواجا في مواقع أخرى وتنقل الحافلات بعض الحجيج إلى جهة ثالثة، بحسب الخطط الموضوعة والتي تعتمد على عدم التكتل البشري في موقع واحد، إلا أن جبل الرحمة يعد عنق الزجاجة في رحلة الحجاج، حيث يفضل عدد منهم التوجه إليه إما لمشاهدته أو بعض المعتقدين أن الحج لا يكمل إلا بالوقوف فيه. وقبل غروب الحجاج وقفت أفواج من الحجاج على خط مستقيم عند لوحة «نهاية عرفات»، منتظرين الزوال ليتوجهوا إلى مشعر عرفات لقضاء الست الساعات قبل أن يتوجهوا إلى مشعر منى لرمي الجمرة الكبرى يوم العيد الأكبر.