يستذكر الحاج الكيني عبدالله وهو يقف أمام إحدى البائعات الأفريقيات دخول عدد كبير من أفراد قبيلته (الماساي) للإسلام بعد أن كانوا وثنيين لا دين لهم، وذلك بفضل الله ثم بفضل رجل يدعى (مالك ماغوي) أسلم في المركز الإسلامي بكينيا، ثم أرسل إلى الحج وعاد إلى بلده وكان شغله الشاغل الدعوة إلى الله، فأسلم على يديه العديد من الناس ودخل سكان العديد من القرى في الإسلام. وأبان الحاج عبدالله أن رحلة الحج حلم لجميع المسلمين من أفراد الماساي الذين يجمعون المال رغبة في أداء الركن الخامس، مبينا أن أهالي قرية الماساي ينعمون في المشاعر المقدسة بالنوم في خيام متطورة، بينما يسكنون بقريتهم في أكواخ بدائية مبنية من القش وروث البقر الذي يجمع من أرضية الحظيرة المركزية وتستخدمه النساء في بناء هذه الأكواخ التي تفتقد إلى منافذ التهوية حيث تنام العائلة داخل هذا الكوخ مع الأبقار التي لا تسعها الحظيرة المركزية. وزاد الحاج عبد الله: «بسبب الأحوال المعيشية لا يستحم الرجال إلا نادرا وذلك عند تجمعات مياه الأمطار أو الأنهار ويشربون من تلك المياه غير النظيفة، وهم يعتمدون على النساء في إعداد الطعام وجلب الحطب، ويشعلون النار عن طريق حك غصنين جافين وإشعال القش ونفخه، ولا يعرفون طريقة الإشعال بالكبريت». وذكر أن القبيلة تشتهر ب(شرب دم البقر) عن طريق إطلاق سهم على عرق في رقبة البقرة ويجمعون الدم في وعاء خشبي ثم يخلطونه مع الحليب ليصبح كوكتيلا غنيا بالبروتين والحديد والكالسيوم وهو شراب تقليدي لديهم. ومضى الحاج عبدالله قائلا: «من العادات الاجتماعية الغريبة في قبيلة الماساي أنهم قد يزوجون الفتيات قبل ولادتهن، كما يحق للرجل أن يتزوج إلى عشر زوجات معتمدا على عدد الأبقار التي يملكها ولعل كثرة الزيجات لها سبب ما يبررها وهو كثرة الحروب القبلية بينهم وبين القبائل الأفريقية الأخرى». واختتم الحاج عبدالله حديثه بقوله: «من يزور قرية قبيلة الماساي حاليا يستشعر سماحة وعظمة الدين الإسلامي في تهذيب النفوس والأخلاق». قبائل الماساي .. من أكواخ بدائية إلى خيام متطورة في المشاعر المقدسة