يعترف الإعلامي الدكتور فهد السنيدي أنه متابع غير جيد لما يبث في القنوات الفضائية رغم أنه يعمل في المجال نفسه، مشيرا إلى أنه لا يتابع سوى البرامج التلفزيونية التي تثير ضجة في الوسط الاجتماعي ويتناقلها الناس والمجتمع من خلال الإنترنت. ويؤكد على أن الأحداث هي التي جعلته يتابع القنوات التي تهتم بها خصوصا القنوات الإخبارية، وفي الوقت نفسه الذي يتابع فيه التلفزيون بشكل متقطع، فإنه قارئ نهم للصحف، وأضاف «أنا مولع بالصحف منذ صغري وأقرأ أغلبها يوميا ويكون هذا في السيارة أو عند احتساء قهوة المغرب، ولو لم أستطع قراءتها لسفر أو شغل عوضت ذلك بالاطلاع على مواقعها الإلكترونية»، وأبدى السنيدي تعجبه من استمرارية كتابة بعض الكتاب في الصحف اليومية. وحول طريقة قضائه ليومه قال السنيدي «أبدأ يومي بالوظيفة التعليمية من خلال التشدد في أداء واجبي تجاه طلابي؛ لشعوري أنه يصل للبناء الخلقي وحسن التعامل وليس مجرد تعليم المنهج، وعملي الإعلامي من خلال تقديمي لعدد من البرامج، والأعمال الإعلامية الأخرى كالتدريب»، مشددا على أن يومه باختصار مقسم بين الواجبات والمستحبات والمباحات. السنيدي الذي بدأ حياته من صحراء نجد، وانتقل بعدها لمزرعة والده أثناء المرحلة الثانوية، متزوج وله من الأبناء خمسة (بنتان وثلاثة أولاد)، وهو يحب الجلوس مع والديه وزوجته وأبنائه، ويعشق الأكل المنزلي خصوصا كبسة البرياني مع الفلفل الحار. ويعتبر فهد السنيدي القراءة في حياته أمرا رئيسيا لا يمكن الاستغناء عنه، ويؤكد على أن الشعر يبني ذائقة الإعلامي سواء أكان غزليا أو غيره من أنواع الشعر، مضيفا «يكون لدى الإنسان جمالا يستغرق حياته، ومما أعيب على مناهجنا وطرائقنا التعليمية أننا ندرس الشعر والخط وفنون الحياة على اعتبارها المعرفي (مجرد معارف) بينما الواجب أن نتعلمها على أساس الذوق والجمال لتتحول إلى جزء من شفافية الروح وجمال الحياة»، ويؤكد السنيدي على أنه يقرأ في الأدب والشعر ويحبهما كثيرا ويحفظ بعض النصوص ويحث طلابه ويشجع زملاءه على ذلك مع تحذيرهم من أن يضيعوا أوقاتهم في حفظ الهزيل أو الممجوج». ويعترف السنيدي بفشله في مجال الرياضة وتعلم اللغة الإنجليزية والتشجيع، مضيفا «أخفقت في الرياضة ولم أستطع الانتصار على نفسي تجاهها، وأجهل في الأندية واللاعبين ولا أعرف منهم أحداً، وأخفقت في تعلم لغة الأخرى رغم سعيي الحثيث». وسافر السنيدي للكثير من البلدان، حيث يقول زرت كثيرا من بلاد الدنيا في آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، وشاهدت غرائب الهند، ورصدت القارة المنسية، ودخلت أدغال الغابات، وقابلت زعماء القبائل، وحضرت أغرب الطقوس، وتعجبت من أسرار الأمازون، ووقفت بين البرازيل والأرجنتين والبرغواي، كل هذه البلاد بغرائبها وعجائبها وقفت على أسرارها»، ويعتبر السفر من صميم عمله وليس من هواياته، ويشير إلى أنه يحب مصر كثيراً. ويتحدث عن أحد المواقف الطريفة التي مر بها خلال تصوير أحد برامجه «أنا لا أحب القطط منذ صغري، وإذا علمت أن في المكان قطة هربت ولا أدري ما السبب، وفي أحد الأيام ذهبنا لتصوير حلقة من برنامج (صفحات من حياتي)، فإذا الضيف يمتلك قطا وقطة كبيرين أليفين في بيته، فرفضت الدخول والتصوير، فلما أخرجهما بدأنا التصوير ودخلت القطة أثناء التصوير فقمت من الكرسي وهربت وقطعنا التصوير»، ويشير إلى أنه واجه موقفا محزنا في البرنامج نفسه عندما سقط ضيف أحد الحلقات وهو الأديب محمد حسن بريغش بعد مضي عشر دقائق من بداية التصوير فنقله أقاربه للمستشفى ومات بعد أيام رحمه الله». ويعدد بعض المواقف الطريفة والعجيبة والغريبة التي مر بها خلال رحلاته لغابات أفريقيا فيقول «في زيارتنا لقبائل الماساي تلك القبائل القوية التي تلبس الأحمر وتقدسه، وقعنا في مجموعة من (المقالب) والمواقف الطريفة؛ فأفراد هذه القبائل من الأشداء وهم يدربون أبناءهم على قتل الأسود في الصغر، ويعدون أعظم ضيافة للضيف أن يقدموا له خصية الأسد؛ لذا أكرموني بها، قفلت لهم: لا يمكن أن آكلها لأسباب منها أنها محرمة في ديني» ! ويتابع السنيدي حديثه «قبائل الماساي يحبون البقر كثيراً وهم يسألون عن صحتك وعن أبقارك في تحيتهم، والذي لا يملك البقر عندهم يعتبر ناقصاً، ومع ذلك فعندهم مشروب غريب جداً يعتبرونه مشروباً مقدساً حيث يعمدون إلى خرق رأس البقرة وهي حية، ثم يتوجه رئيس القبيلة لشرب الدم، وبعد ذلك يصبون الدم في طرف جلدها المسلوخ ويخلطونه بالحليب والخمر ثم يشربونه تباعاً ويقدمونه للضيوف، أما أنا فو الله ما اقتربت منهم عند هذه العملية فضلا عن شرب مشروبهم». وأضاف «قابلت خلال زيارتي زعيم قبائل الكبسيجن ويحق له الزواج بعشرات النساء، وقال لي إنه متزوج بأكثر من سبعين امرأة ولديه أكثر من مائه ولد»، ويؤكد على أنه تعجب من قبائل النوبة التي تسكن جبال النوبة جنوب كردفان وشمال كينيا، فيقول عنهم «يحرم على أبناء القبيلة لبس الملابس، يعيشون في غابات مترامية الأطراف ويمنعون أي أحد منهم أن يلبس، بل يعتبر عيباً؛ لهذا يجد الزائر لهم حرجاً شديداً.. صحيح أنهم يسمحون لك بالدخول بملابسك لكن يكفي أنك تشاهد القبيلة أمامك عراة»، وزاد في حديثه «حضرنا في مدغشقر بعض الاحتفالات بالميت، عن طريق الرقصات الشعبية إعلاناً للفرحة؛ إذ أن هذا الميت شبع من الحياة»، ولفت السنيدي إلى أن بعض أهل مدغشقر يخرجون موتاهم من قبورهم بعد عام ويقيمون حفلا آخر ثم يدفنونهم في مكان آخر»، وعد السنيدي هذه الرحلات زادا ثقافيا مهما للإعلامي يفيده في مشوار العملي والحياتي.