شعثا غبرا يخترق صوتهم عنان السماء، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، مشهد يكسوه البياض، وصورة لا تكرر في أي مكان في العالم، حجاج يلبون، وآخرون يلهجون بالدعاء، وعدد غير قليل يبكون، ينشدون جميعا رضا رب رحيم، وجنة بعرض السموات والأرض أعدت للمتقين. لسان حالهم يردد .. إليك إلهي قد أتيت ملبيا، فبارك إلهي حجتي ودعائيا، قصدتك مضطرا وجئتك باكيا، وحاشاك ربي أن ترد بكائيا، كفاني فخرا أنني لك عابد، فيا فرحتي إن صرت عبدا مواليا، أتيت بلا زاد، وجودك مطعمي، وما خاب من يهفو لجودك ساعيا.