«حركة عمل دؤوبة لا تتوقف» .. هذا هو عنوان المشهد هذه الأيام في المشاعر المقدسة التي تحولت إلى أكبر ورشة عمل في المنطقة بمشاركة كافة الجهات الحكومية والخدمية التي تعمل على إنجاز وتجهيز مقراتها وفق اختصاصات ومهام كل منها، وكلها تجتمع على هدف واحد هو تنظيم العمل وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن خلال موسم الحج الذي سيشهد هذا العام دخول مشاريع جديدة سخرت لخدمة الحجاج في المشاعر المقدسة وتأمين مرونة في الحركة بعد اختراق جبال منى بأنفاق مشاة مرتبطة بمنطقة الجمرات، إضافة إلى مشاريع طرق جديدة ودورات للمياه موزعة على كامل محيط المشاعر المقدسة، ومشروع المجازر الجديدة للإبل والأبقار بطاقة استيعابية تفوق المجازر القديمة وتقدم خدمات الأضاحي بطرق ووسائل متطورة في الذبح الآلي. الخيام تعلن الجاهزية «عكاظ» تواجدت أمس في المشاعر المقدسة ورصدت وضع اللمسات الأخيرة لاستعدادات الحج قبل إعلان الجاهزية التامة حيث بلغت نسبة التجهيزات 95 في المائة في تهيئة الشوارع والأنفاق والمخيمات والمرافق الصحية والأمنية والخدمية. وفي مشعر منى بدأت أمس ملامح الاستعداد لخدمة الحجاج خلال يوم التروية وأيام التشريق، فالجميع أعلن حالة التأهب القصوى لإكمال ما تبقى من تجهيزات وتهيئتها لاستقبال وفود الحجيج، حيث تعكف جميع الجهات على تأمين كافة الاحتياجات والمتطلبات لخدمة الحجاج وفق اختصاصاتها ومهام عملها لضمان تقديم منظومة خدمات شاملة لكافة الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج. يقول عبد الله الحارثي أحد العاملين في مخيمات حجاج الداخل إن العمل في مشعر منى لا يتوقف ويستمر طوال ساعات النهار والليل، والجميع يسابق عقارب الساعة لإنجاز ما تبقى من تجهيزات. ويعلل محمد الحربي استمرار التجهيزات في بعض المواقع والجهات إلى تأخر تسليم المواقع في المشاعر المقدسة، لكنه عاد ليؤكد بأن التجهيزات أنجزت بنسبة كبيرة ولم يتبق سوى وضع اللمسات الأخيرة. من الرذاذ إلى التكييف المركزي في حين تحولت ساحات مشعر عرفات إلى بياض الثلج بعد أن انتشرت الخيام المطورة في ظاهرة جديدة تشهدها لأول مرة في مواسم الحج، حيث سارعت مؤسسات الطوافة وشركات حجاج الداخل في التعاقد مع شركات عالمية لتركيب خيام مطورة ضد الحرائق في المواقع التي استلمتها لاستقبال الحجاج فيها، وهذه الخيام كانت تستخدم في السنوات الماضية بنسب قليلة، إلا أن مشعر عرفات أصبح شبه مغطى بالخيام هذا العام، لتنتقل عرفات إلى مرحلة جديدة من التكييف المركزي بدلا عن مشروع الرذاذ الذي ساهم لعقود مضت في تخفيف درجات الحرارة، ولازال واحدا من المشاريع الرائدة في خدمة الحجيج. ويؤكد فيصل القرشي من العاملين في مؤسسات الطوافة أن الخيام المطورة في مشعر عرفات أصبحت ضرورة ملحة لذا لجأت المؤسسات والشركات إلى التعاقد مع شركات عالمية لتأمين الخيام المطورة لخدمة الحجاج في يوم عرفة شريطة أن يتم رفعها عقب انتهاء موسم الحج. مصاعد كهربائية وبوابات إلكترونية مصاعد عملاقة وسلالم كهربائية وبوابات إلكترونية تدخل الخدمة في موسم الحج هذا العام وتؤمن حركة الحجيج من وإلى محطات القطار وفق آليات تنظيمية جديدة، ترتكز على منهجية علمية تراعي سلامة الحجاج الراغبين في التنقل بين المشاعر المقدسة خلال رحلة الحج، وتساهم المصاعد العملاقة والسلالم الكهربائية في تحقيق مرونة في تحركات الحجاج وتمنع حدوث التدافع أثناء الدخول أو الخروج من محطات القطار، في حين بدأت وزارة الشؤون البلدية والقروية الجهة المشرفة على تشغيل قطار المشاعر في تحريك عربات القطار في رحلات ذهاب وعودة من مشعر عرفات وحتى المحطة الأخيرة بمحاذاة منشأة الجمرات لقياس جاهزية القطار للدخول في الخدمة في موسم الحج ونقل أكثر من نصف مليون حاج. دورات المياه وأنفاق المشاة في كل موسم حج ترصد الجهات التنظيمية والخدمية والأمنية أبرز السلبيات وجوانب القصور في التنظيمات الميدانية والمعوقات التي تواجهها ويتم إخضاع هذه الملاحظات للدراسة وتأتي من خلالها التوصية بتنفيذ مشروعات لمواكبة تطور الحج تحقيقا لتطلعات القيادة في تحقيق صناعة ناجحة لموسم الحج في جميع التنظيمات والخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية والخدمية لموسم الحج. ومن أبرز المشاريع التي ساهمت فى تطور الحج وقضت على أزمات النقل والحرائق والتدافع ومخاطر الأمطار، مشاريع قطار المشاعر والخيام المطورة ومنشأة الجمرات، وشبكات تصريف مياه الأمطار. وفي موسم الحج هذا العام تدخل الخدمة أنفاق جديدة للمشاة لتحقيق مرونة في حركة الحجاج بين مناطق العزيزية والشعيبين والمعيصم وربطها بمنشأة الجمرات وتوزيع الكتل البشرية على كافة طوابق الجمرات، كما سيتم الاستفادة من مشروع دورات المياه في المشاعر بشكل جزئي في موسم الحج هذا العام. طاقات بشرية ومادية أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار أكد ل «عكاظ» أنه تم حشد طاقات بشرية ومادية كبيرة لدعم أعمال وبرامج وفرق الأمانة بإمكانيات إضافية وبفرق مساندة من عدة جهات معنية من خارج الأمانة مثل وزارة الشؤون البلدية والقروية وبعض الأمانات مع الاستعانة بالجهات المعنية مثل الأمن العام والمجاهدين والكشافة، إضافة إلى عدد من المراقبين الصحيين المؤقتين من طلاب الجامعات والمعاهد الصحية، كما تم تجهيز ونظافة المشاعر المقدسة وتسخير كافة الإمكانيات اللازمة لتقديم أعلى مستويات في الخدمات لحجاج بيت الله الحرام والاستفادة من جميع المشاريع الجديدة التي تم تنفذها في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج. وأضاف أمين العاصمة المقدسة «أن الأمانة مهتمة بأعمال النظافة بشكل مكثف وتجنيد قرابة 22 ألفا للعمل على مدار اليوم في المناطق المزدحمة في اعمال النظافة، وزيادة أعداد العمالة وتخصيص فرق مركزية لمواجهة حالات الطوارئ كالأمطار أو الحرائق».