أشعر عن قرب وبألم وحزن المعاناة التي يعانى منها مرضى الفشل الكلوي ومنهم أقرباء وأحباء وزملاء حيث يكونون في خمول وضعف قبل الغسل الكلوي وانتظار ممل خلال الغسل وإرهاق وتعب بعد الغسل. وتزيد المعاناة حين لا تتلاءم شواغر الأسرة في مراكز الكلى مع أوقات يرونها مناسبة لهم أو حين يطول وقت التجهيز أو الإصلاح بالإضافة إلى معاناة ملازمة المرض لفترة مزمنة نسأل الله لهم العافية وأن يجعل صبرهم مأجورا. ومع الزيادة المستمرة في أعداد مرضى الفشل الكلوى تصبح المراكز المتاحة لغسل الكلى قاصرة، ولعلي هنا أقترح على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي وهى الجمعية الرائدة في هذا المجال أن تتبنى مشكورة تأسيس صندوق وقفي لدعم الغسل الكلوي وزراعة الكلى في المملكة من خلال نشر سلسلة من مراكز الغسل الكلوي الحديثة والصغيرة ذات هوية راقية تدعم استيعاب الزيادة في مرضى الفشل الكلوي ويتم تشغيلها ذاتيا أو بنظام الامتياز التجاري الخيري ويحمل كل مركز أو وحدة جهاز غسل كلوي اسم المتبرع به والقيام بحملة وطنية لتمويل الصندوق وحث البنوك والشركات المساهمة ورجال الأعمال على المبادرة بتمويل الصندوق انطلاقا من الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.. وبحسبة بسيطة فإننا لو أفترضنا أن كل جهاز لغسل الكلى يخدم ستة مرضى فإننا نحتاج إلى (2200) جهاز لخدمة (13000) مريض يمكن بها تأسيس (110) مراكز غسل كلوي بمعدل عشرين جهازا لكل مركز تنتشر في مناطق المملكة ويفضل أن يكون المركز ضمن مركز تجاري للخروج من جو وبيئة المستشفى ولا يكون مجانا بل برسوم رمزية ومعتدلة تتراوح ما بين (90) ريالا للغسل الجماعي للجلسة الواحدة و(250) ريالا في غرفة منفردة مزودة بخدمات إضافية من صحف ومجلات وتلفاز وشبكة إنترنت وضيافة وبالتالي تضمن الجمعية تشغيل هذه المراكز بكفاءة عالية لشريحة كبيرة مستعدة لشراء راحتها بقيمة رمزية أو عادلة، أما الضعفاء من المرضى فتغطى تكاليف خدمتهم من المحسنين وهم كثر بنظام كفالة غسل كلوي، كما يمكن للصندوق أن يمنح حوافز التبرع بالكلى بموجب قرار مجلس الوزراء بخصوص ممارسة التبرع بالأعضاء من الأحياء غير الأقارب ضمن ضوابط محددة.