يبدو أن علاقة المستهلك بالدجاج باتت في ذروتها، ولعله طلاق لتلك الحكايات الغرامية والحب، فبعد العلاقة الحميمية الدافئة، وسيل الدعايات، وتخيلوا تلك الدعاية القديمة التي يقول صاحبها متحدياً «تخيلوا دجاجة بعشرة أرجل»، تخيلوا، وتخيلوا وكل تخيل يصبح واقعاً كل هذا في غمضة عين تخيلوا عقود الرعاية، والحب الذي لا يمنع من شراء الدجاجة المصونة، ولو ارتفعت بضعة ريالات، وكأني بالتجار يتضاحكون، وهم يقولون تخيلوا دجاجة ب«15» ريالاً ؟! سيشتري المواطن المغلوب على أمره، ولو كان بقصد تلبية رغبة أطفال عابثين لا يحبون اللحم، أو السمك، اللحم الذي كان، وما زال حلم أجدادي، وآبائي، الذين رأوا من عيد الأضحى مناسبة سنوية يمضغون فيها اللحم مرة واحدة كل عام، هذا اللحم الذي بتنا معه وكأننا عاشقون نشاهد بعضنا يومياً، ولكن لا نلتقي في ظل هذا الغلاء الفاحش، وعودا على بدء ما زال الدجاج، وأربابه يسوقون هياطهم علينا بحجة الأعلاف، وبين أنفلونزا الدجاج، وحمى الوادي المتصدع مواطن مسكين يسيل لعابه، أمام كل مطعم بخاري، أو مشاوي، أو مندي، أو شاورما، أو برستد وفي ثنايا هذا الضعف وراء تلك الدجاجة الطائرة نجد الحقيقة بريشها، وبذات ألوانها أن تجار الدجاج قد اقترضوا لدجاجاتهم، وأقفاصها، ومزارعهم، وأعلافهم، ومصانعهم من المال العام دون دفع ضريبة، أو راتب لمواطن من استثماراتهم الكبيرة داخل وخارج البلاد، فالمسألة ليست زيادة ريالين أو ثلاثة بقدر ما هي مسوغات للقادم الأسود، والأسوأ في كل ما هو متعلق بالدجاج، مع ملاحظة أن أعين التجار الأخرى تراقب صراع الديكة؛ كي تنقض على هذا المواطن لتنهش جزءا مستهلكا لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة، وهكذا فالبقية تنتظر الهجوم، وصنع المسوغات، والأباطيل والأيام كفيلة بكشف روايات جديدة للتجار وجشعهم غير المبرر !! أي معاناة يشتكي منها المواطن هناك من هو مستفيد منها تماما كصراع الديكة، الذي يخرج علينا التجار بكذبة جديدة تملأ الآفاق فلا تمطر غير جشع، وطمع، وأنانية، وربح مبالغ فيه أيها التجار اقنعوا بما عندكم، وحدثوا العاقل بما يعقل !!.