لا تزال بعض المطاعم تحتفظ بأسعار وجباتها العالية التي قفزت إليها أثناء فترة الغلاء الماضية رغم تراجع أغلب أسعار المواد الغذائية الرئيسية. ويشير مختصون إلى أنه رغم تراجع أسعار المدخلات الغذائية الرئيسية في الأصناف التي تقدمها المطاعم وفي مقدمتها الأرز وزيوت الطعام واللحوم، سواء المستوردة أو المحلية، إلا أن سعر الوجبة لم يتغير لدى بعض المطاعم، مطالبين في الوقت ذاته بتدخل الجهات الرقابية للحد من هذا الارتفاع غير المبرر وإعادة الأسعار إلى مستويات مقبولة تتناسب مع التراجع العام في الأسعار. وحذروا من استغلال بعض المطاعم لموسم الصيف الجاري، مبينين في هذا الصدد أن ذلك سيكون له أثر سلبي في السياحة الداخلية؛ إذ إن أغلب الأسر تعتمد بشكل رئيسي على المطاعم خلال فترة السياحة. وأشاروا إلى أنه لا بد للجهات المختصة من تكثيف متابعة المطاعم والمتاجر الغذائية وغيرها خلال فترة الصيف للحد من استغلال البعض حاجة المصطافين ورفع الأسعار أكثر مما هي عليه الآن. في المقابل أفاد عاملون في سوق الأغذية بأن هناك بعض المطاعم أعلنت عودة أسعار وجباتها إلى سابق عهدها إبّان موجة الغلاء العالمية، من بينها سلسلة مطاعم البيك الشهيرة. وأوضحوا أن أغلب المطاعم أجبرت على رفع الأسعار خلال موجة الغلاء بسبب ارتفاع أسعار المواد الرئيسية الأولية عالميا، وهي ظروف خارجة عن إرادتها، في حين جاء تخفيض الأسعار متزامنا مع انخفاض أسعار المواد الغذائية في السوق العالمية. وعلى صعيد مطاعم الوجبات السريعة العالمية التي لها فروع في السعودية فقد عدّلت أسعار وجباتها بالزيادة بمتوسط سعري بلغ 10 في المئة على سعر الوجبة إبّان موجة الغلاء، فيما أبقت على هذه الزيادة إثر تراجع أسعار المواد الغذائية الأساسية. ورفض عاملون بفروع تلك المطاعم التعليق على أسباب الزيادة، مشيرين إلى أن التسعيرة الجديدة تصدرها الإدارة دون توضيح الأسباب، مضيفين أن عملهم يقتصر على البيع والتسويق فقط، مرجّحين أن تكون أسباب الزيادة ناتجة من ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن والزيوت والقمح. وطالب عدد من المواطنين شركات الوجبات السريعة بإعادة أسعار الوجبات إلى وضعها الطبيعي، مشيرين إلى أن أغلب أسباب ارتفاع الأسعار قد زالت في حين لا تزال المطاعم تصر على أسعارها المرتفعة. كما واكبت بعض المطاعم الصغيرة التي تبيع السندوتشات الصغيرة مثل الهامبرجر والشاورما موجة الغلاء، حيث رفعت أسعارها بمعدل ريال إلى ريالين للسندوتش. وأوضح مواطنون أن زيادة أسعار الوجبات الغذائية أصبحت ظاهرة متفشية في أغلب المطاعم على اختلاف أنواعها، سواء كانت وجبات سريعة أو مشويات أو وجبات شامية أو هندية أو صينية. وأكدوا أنه حتى على صعيد مطاعم الأكلات الشعبية مثل البخاري والمندي، فقد سجلت أسعار الوجبات ارتفاعا قياسيا، حيث كانت الوجبة المكونة من دجاج (شواية) مع الأرز قبل عدة سنوات ب 14 ريالا، بينما تصل قيمتها حاليا إلى 22 ريالا. وكذلك الحال بالنسبة إلى الدجاج واللحم المندي حيث كانت الدجاجة (المندي) مع الأرز بنحو 16 ريالا، بينما وصل سعرها حاليا إلى 24 ريالا، وكذلك اللحم الذي ارتفع بدوره من 25 ريالا للطلب الواحد إلى 35 ريالا حاليا. وأشاروا إلى أنه إضافة إلى ارتفاع الأسعار عمدت بعض المطاعم إلى تقليل حجم الوجبة الواحدة لتصبح الزيادة مضاعفة؛ حيث لجأت إلى استخدام الدجاج ذي الأوزان الأقل وكذلك إلى استخدام علب الألمنيوم الخاصة بتعبئة الأرز ذات الأحجام الصغيرة بهدف تقليل الكمية المقدمة للمستهلك. فيما عزا مختصون أسباب استمرار هذه الزيادات إلى استمرار إقبال المستهلكين على المطاعم رغم ارتفاع الأسعار التي تجاوزت في بعض الأحيان 50 في المئة، إضافة إلى جشع بعض أصحاب المطاعم الذين غالبا ما يتذرعون بارتفاع أسعار المواد الغذائية.