نشرت شبكة (دويتشة فيليه) تقريرا أمس قالت فيه إن وكالات استخباراتية غربية تعمل بسرية وهدوء على مساعدة المعارضة السورية انطلاقا من الأراضي التركية، في الوقت الذي تحرص الحكومات على نفي أي تورط لها في الأزمة الدائرة هناك منذ نحو عشرين شهرا. ونقلت الشبكة عن خبراء ومصادر مطلعة أنه من المعروف أن عملاء في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إي) ينشطون في تركيا منذ فترة من الزمن، ويشرفون على عمليات نقل الأسلحة إلى الثوار السوريين. كما أن هناك نشاطا مماثلا لعملاء المخابرات البريطانية الذين يراقبون الأوضاع في سورية انطلاقا من قبرص. ويزودون الثوار بمعلومات استراتيجية مهمة. وذكرت(دويتشة فيليه) نقلا عن إيريك شميت إينبوم، مدير معهد الأبحاث لسياسة السلام, قوله: «إن هذه التقارير عن العمليات السرية لأجهزة المخابرات ليست مفاجئة. فوكالة (سي آي إي) تنشط في المنطقة منذ أشهر وخصوصا في تركيا. وهذه الأجهزة التي ساهمت في إسقاط القذافي في ليبيا تعمل اليوم في سورية». غير أن ديفيد بولوك، مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط قال «إن نشاط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في سورية لا يزال محدودا ويقتصر على الإشراف على عمليات توزيع الأسلحة، والتأكد من عدم وصولها إلى أيدي المتشددين». كما أن الحكومة الأمريكية تزود المعارضة السورية بصور للأقمار الصناعية عن تحركات القوات النظامية، بالإضافة إلى مساعدتها على تشكيل جهاز مخابراتي خاص بها. إلى ذلك، أوضح التقرير أن المخابرات الفرنسية لعبت دورا رئيسيا في الأزمة السورية حتى اليوم، إذ أنها من خلال تعاونها مع شركائها العرب والأتراك ساعدت ضباطا كبارا على الانشقاق عن الجيش الأسدي، والهروب إلى الخارج أما جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي) فهو أيضا يعمل بنشاط ملحوظ في سورية، خصوصا على صعيد عمليات التجسس التي تقوم بها سفن حربية ألمانية في البحر الأبيض المتوسط.