قبض مكتب مكافحة التسول في محافظة جدة على أكثر من (558) متسولا ومتسولة خلال الفترة الماضية من شهر رمضان المبارك وخلال عيد الفطر المبارك وذلك من خلال تكثيف الحملات الميدانية بالتنسيق مع كل من الجهات المعنية والمكونة من الشرطة والجوازات والمجاهدين والمرور وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوة المهمات والقوة الميدانية والبحث والتحري وشكل المتسولون الأجانب نسبة 98 % وقبض في الحملة على 14 سعوديا فقط والباقون غير سعوديين. وصرح ل «عكاظ» مدير مكتب مكافحة التسول بجدة سعد الشهراني بأن عدد الخادمات المودعات في المكتب خلال نفس الفترة بلغ 1823 يتم تسليمهم أولا بأول لكفلائهم حيث عمل المكتب خلال شهر رمضان 24 ساعة متواصلة وذلك لتسليم الخادمات للكفلاء الذين تأخروا عن استلامهن حيث تستضيف إدارة مكافحة التسول هؤلاء في قسم خاص ويوفر لهن السكن المؤقت. وقال الشهراني إن وزارة الشؤون الاجتماعية لديها خطط تنفذها من خلال مكاتب التسول في المناطق للقبض على المتسولين السعوديين منهم والأجانب واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم. وقد تركزت الحملات الميدانية على المراكز التجارية والمستشفيات والميادين والمساجد والشوارع العامة. وقال إن المتسولين الأجانب يتم إحالتهم إلى إدارة الوافدين لترحيلهم وفق التعليمات، أما المتسولين السعوديين فيتم إحالتهم إلى مكتب مكافحة التسول في جدة لدراسة حالتهم والتأكد من وضعهم ومن ثم إحالتهم أما للضمان أو للجمعيات الخيرية لمساعدتهم ويؤخذ عليه التعهد اللازم، وفي حالة تكرار تسوله بلا مبرر وأنه غير محتاج، فيتم رفع الأمر للإمارة للتوجيه حياله. ورغم انتهاء موسم رمضان إلا أن موسم التسول لم ينته، إذ أن المتسولين لا زالوا يجوبون شوارع وأسواق جدة ومساجدها وحلقة الخضار فضلا عن إشارات المرور. وفي قراءة لطرق التسول فإن أشكال التسول متعددة منها استغلال المرض والإعاقة الحقيقية أو المصطنعة والتستر بالملابس البالية والرثة والتظاهر بالجوع بالإضافة إلى عرض التقارير الطبية المزيفة ووضع الأطفال في أشكال وظروف جوية صعبة (صيفا وشتاء) في أماكن تدفع الناس إلى مساعدتهم ويلجأ هؤلاء عادة إلى استخدام الألفاظ والأدعية لاستدرار العطف والتستر تحت إطار بيع السلع البسيطة على مفترقات الطرق والإشارات الضوئية وكذلك ممارسة مسح السيارات. ويلاحظ تواجد المتسولين عادة ما يكون في الأماكن العامة والمزدحمة ومواقف السيارات والأسواق والمجمعات التجارية والإشارات الضوئية وأمام المساجد بالإضافة إلى التجوال على المنازل والمستشفيات والفنادق والأماكن السياحية. وزارة الشؤون الاجتماعية تؤكد أن دور الوزارة في ملف المتسولين واضح وأنهم يسعون لمعالجة أوضاع المتسولين حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 85 % منهم الأجانب وهؤلاء ليسوا من مسؤولية الوزارة التي تهتم بوضع المتسول السعودي حيث يتم التعامل معه من خلال خمسة أنواع فأما أن يكون قادرا على العمل وهذا يوجه لمكتب العمل وأما أن يكون يتيما فيوجه لدور الأيتام وكبير السن يوجه لدار المسنين وأما أن يكون معرضا للانحراف فيوجه لدور التوجيه والملاحظة وإذا كانت امرأة فتوجه لدور المسنات مشيرا إلى أنه لا توجد لديهم أي عقبات في التعامل مع المتسول السعودي والنظام واضح في ذلك والمتسول غير السعودي مسؤولية الترحيل وجهات أخرى. مواطنون قالوا: تكاثرت تمثيلية الرجل الأنيق الذي يدعي مجيئه من الرياض أو الخبر لأداء العمرة وضاعت منه نقوده ويحتاج فقط لعشرة ريالات لتعبئة البنزين.. وآخر يتصيد الزبائن داخل المستشفيات بطلب 15 ريالا لاستكمال علاج والدته.. ومثلها عشرات الحالات. فضلا عن نساء بكامل زينتهن يتسولن وهن في سيارات الأجرة قرب المستشفيات ويبحثن عن الشباب لطلب مساعدتهن بزعم أنهن فقدن أموالهن. ويروي مدير مكافحة التسول بجدة سعد الشهراني أنه يتم تنظيم حملات يومية ودورية بالتعاون مع الجهات المختصة وأن التسول في الأخير هي مسؤولية مشتركة لجهات عدة وليس جهة واحدة. ومن المشاهد المنقولة في عالم التسول ما كشفته أجندة المكافحة من أن متسولا كان يتمثل أنه معاقا «رجل مقطوعة» وبجواره عكازه .. وما إن شاهد رجال المكافحة أو الأمن حتى أطلق «رجليه» للريح ؟!. وآخر ترك كرسيه المتحرك ولاذ بالفرار.. ومن تلك المشاهد ما هو مدون في صفحات اليوتيوب. وحالة أخرى حيث تم القبض على متسول لديه تقرير طبي أن والده مريض بالسرطان ويريد علاجه ثم تبين أن والده متوفى!!. ولم يقتصر الأمر على الكبار بل تم القبض على ثلاثة أطفال يرتدون عباءات نسائية. وأضاف مدير مكتب مكافحة التسول بجدة سعد الشهراني بأنه يتم القبض على المتسولين على مدار العام وتتضاعف الأعداد في رمضان والأعياد والحج واتضح من خلال الإحصائية أن غالبيتهم من الأجانب ويشكلون النسبة الكبرى، وأنهم يكثرون في هذا الشهر.