«إذا أردت منتخبا قويا عليك الاهتمام بالفئات السنية».. هذه الجملة تكاد تكون شعارا مستهلكا يتم ترديده مع كل إخفاق يواجه الكرة السعودية أو الأندية، قبل أن تضع الرئاسة العامة لرعاية الشباب ذلك الشعار جانبا، بتكليفها جميع مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مختلف مناطق ومحافظات المملكة القيام بتنظيم دوري للبراعم لكرة القدم للأندية التابعة لتلك المناطق في جميع الدرجات، ومخاطبة تلك الأندية من أجل تنظيم هذه المسابقة.. والسؤال الذي يتبادر للجميع: هل الأندية قادرة على إنجاح هذه المسابقة؟ وهل تملك الأندية هذه الفئة العمرية؟ وما الأنظمة التي سيتم اتباعها في هذه المسابقة؟.. «عكاظ» طرحت القضية على أهل الاختصاص فخرجت بهذه المحصلة: عبد الرحمن المسعد مدير مكتب رعاية الشباب في الرياض أكد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم أرسل خطابا إلى مكتب رعاية الشباب في الرياض يطلب منه تنظيم هذه البطولة، «ونحن بدورنا قمنا بمخاطبة أندية المنطقة». وأضاف «كل نادٍ لديه القدرة على المشاركة في دوري البراعم سيقوم بإرسال قائمة باللاعبين المشاركين، وكما هو معروف أن عدد أندية منطقة الرياض بلغت 11 ناديا، وهناك أندية أكدت جاهزيتها لهذه البطولة، وهي: النصر والهلال والشباب». وعن طريقة هذه البطولة، قال «سيقوم الاتحاد السعودي لكرة القدم بإقرار نظام هذه البطولة، وذلك بعد معرفة عدد اللاعبين لكل نادٍ في هذه الفئة العمرية، ومن ثم يتم تحديد الآلية المتبعة، وهل تكون على مستوى المناطق أم تكون على مستوى المملكة بشكل عام». وتابع «تم تحديد الأسبوع المقبل كآخر موعد لقبول طلبات الأندية الراغبة في المشاركة، وسنقوم بتسخير كل إمكانياتنا لنجاح هذه البطولة، من حيث تجهيز الملاعب والمستلزمات الأساسية للمساهمة في توفير عوامل النجاح لهذه المسابقة». واسترسل «هناك تنسيق كبير بين وزارة التربية والتعليم وبين الاتحاد السعودي لكرة القدم من أجل دعم وتعزيز مثل هذه التجمعات ذات الفائدة الكبيرة على النشء، فقد كان هناك تعاون كبير بين الجهتين في عدد من المهرجانات للبراعم في الأعوام السابقة، ولكنها لم تكن بهذه الصفة الرسمية التي أقرت أخيراً». وزاد «في الحقيقة هذا هو التوجه الصحيح لتطوير وبناء البرامج المستقبلية لكرة القدم السعودية، من حيث الاهتمام بالنشء، فهم النواة والركيزة الأساسية للرقي بكرة القدم السعودية». الملاعب الرديفة ويقول أحمد روزي مدير مكتب رعاية الشباب في جدة «خوطبت جميع الأندية التابعة لمكتب رعاية الشباب في جدة للمشاركة في هذه البطولة، ووافق على المشاركة حتى الآن ناديا الاتحاد والأهلي، ونحن بانتظار موافقة ناديي الربيع والانتصار». وأضاف: سنقوم بعد نهاية المدة المحددة من الاتحاد السعودي برفع أسماء الأندية واللاعبين الراغبين في المشاركة في هذه البطولة للاتحاد السعودي لكرة القدم، والذي بدوره سيقوم بإرسال شروط هذه البطولة وجداولها للمكاتب الرئيسة والفرعية المختلفة. وشدد روزي على أهمية مثل هذه المسابقات واعتبرها من أهم البطولات التأسيسية لصقل المواهب الكروية في عمر مبكر، مؤكدا أن «أشهر الأكاديميات العالمية تهتم بهذه الفئة العمرية، وتقوم بالبحث عنها وتهيئ لها كل سبل النجاح، فبالتالي، هذه البطولة التي أقرها الاتحاد السعودي لكرة القدم تعتبر بداية جدية نحو بناء جيل احترافي قادر على حصد نتائج مبهرة في السنوات المقبلة». وعن خطة مكتب رعاية الشباب الخاصة بالمنشآت لنجاح البطولة، قال «نحن نفتقر للأسف للملاعب الرديفة، ولكن جدة غنية بالملاعب المنتشرة في جميع أرجاء المحافظة، فهناك استاد الأمير عبد الله الفيصل، وملاعب ناديي الاتحاد والأهلي، بالإضافة إلى عدد من الملاعب الخاصة، ونحن لن نواجه أية صعوبة في هذه البطولة، كونها بطولة غاية في الأهمية، ومن الواجب علينا تذليل كل العقبات لنجاحها». تطوير المهارات الدكتور رشيد الحمد عضو الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضية، قال «إقامة هذه البطولة خطوة في غاية الأهمية، ويجب عدم الاكتفاء بإقامة منافسات بين الأندية، وبراعم تلك الأندية، حيث أن المنافسات تؤثر على عطاء اللاعبين، فنحن بحاجة إلى تطوير المهارات الرياضية والفنية للبراعم، وأن يكون أداؤهم للمهارات الحركية في غاية الدقة، وللأسف، المنافسة على تحقيق بطولة ستؤثر بشكل كبير على عطاء اللاعبين وقدرتهم على امتلاك المهارة». وطالب الحمد بتطبيق نظام الاتحاد الآسيوي في هذا الجانب للمراحل العمرية في فئة البراعم، مشيرا إلى أن «علينا التركيز على تنمية وتطوير مهارات البراعم وإقامة المحاضرات المختلفة لهم والعمل على زيادة محصلتهم الثقافية الرياضية». وعن دور وزارة التربية والتعليم في هذا الجانب، قال «للأسف هناك قصور كبير في اكتشاف المواهب في المدارس، ومعلمو التربية البدنية والمشرفون عندما يشاركون في منافسات المدارس يبحثون فقط عن الفوز، ولا يقومون بتطوير وتنمية اللاعبين مهاريا وفنيا والعمل على بناء جيل جديد واع؛ٍ لذلك كلنا أمل في أن تكون هذه البطولة هي البداية الحقيقية لصناعة مستقبل مشرق للكرة السعودية». احتراف شامل محمد يماني مساعد مدير أكاديمية النادي الأهلي أكد أن النادي الأهلي كان من أكثر الأندية مطالبة بتنظيم دوري للبراعم، من أجل الاحتكاك وخلق روح المنافسة مع الفرق الأخرى في نفس الفئة العمرية، وكانت أكاديمية الأهلي تهدف إلى وجود دوري خاص للبراعم منذ فترة طويلة لكي يتم تقييم عمل الأكاديمية، لذلك ظلت أكاديمية الأهلي تشارك في العديد من الدورات محليا وخارجيا، بهدف صقل هذه البراعم وإدخالها الأجواء التنافسية في سن مبكرة نظرا لعدم وجود دوري محلي للبراعم. وعن إقرار الاتحاد السعودي لهذه البطولة، قال «نحن كنا ننتظر مثل هذا النوع من البطولات لخلق روح التنافس بين البراعم في مختلف الأندية، ما يسهم في ضخ مواهب ذات قيمة فنية عالية للأندية، وبكل تأكيد، المستفيد الأكبر من هذه البطولات هي المنتخبات الوطنية». وعن الطريقة المتبعة في دوري البراعم المقترح، تمنى أن تكون البطولة على طريقة الدوري من دور واحد أو بنظام المجموعات، وأن يتم توسيع المشاركة لتشمل كل أندية المنطقة، وأن لا تقتصر على أندية المدينة الواحدة، وذلك حتى تتمكن الأندية من خوض أكبر عدد ممكن من المباريات، ما يكسب البراعم الخبرة الكافية في اللقاءات التنافسية الكبيرة. وحول جاهزية الأهلي لهذه البطولة، رأى أن «أكاديمية الأهلي تقوم بجوانب فنية تدريبية، وهي الناحية الأساسية لديها، وهناك العديد من البرامج التوعوية والسلوكية، بالإضافة إلى الإرشاد الاحترافي والإرشاد السلوكي واللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، وهي عبارة عن برامج مساندة، فبالتالي، براعم أكاديمية الأهلي في قمة الجاهزية الفنية والنفسية لهذه البطولة». وأضاف «نملك أكثر من 30 برعما من مواليد عام 96، وهم جاهزون لخوض غمار هذه البطولة، وهناك مثال آخر على ريادة أكاديمية الأهلي، حيث أننا نجد الثناء الكبير من مدربي منتخب الناشئين بأن لاعبي أكاديمية الأهلي في قمة جاهزيتهم الفنية والمهارية، فنحن نقوم بإعداد اللاعبين أكثر من إعداد الفريق، ونهدف إلى أن تكون مخرجاتنا لاعبين محترفين على مستوى عالٍ، لذلك نجد أن مشاركاتنا كثيرة في مجال البراعم، وكانت أكاديمية النادي الأهلي قد استضافت أول مهرجان للبراعم على مستوى المملكة». أولياء الأمور هاني كتوري مدير أكاديمية نادي الاتحاد أكد مشاركة أكاديمية نادي الاتحاد في هذه البطولة، وقال «نحن في انتظار معرفة الآلية المتبعة في هذه البطولة، والتي طالبنا بها منذ سنوات طويلة، وقمنا بمخاطبة العديد من الجهات لتوفير بطولة لهذه الفئة العمرية، والتي تعتبر بداية عملية التصحيح لخلق جيل قادر على المنافسة وتحقيق الإنجازات». وأشار كتوري إلى أنه «تم عقد اجتماع مع الخبير الفرنسي في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وطلبت جميع الأندية أن يستحدث الاتحاد السعودي لكرة القدم بطولة لفئة البراعم، لما لهذه البطولة من فائدة كبيرة بعيدا عن الفوز والخسارة، والتي أتمنى أن يكون نظام هذه البطولة بتتويج جميع فرق البراعم، دون دخول هذه الفئة العمرية في المنافسات التي تحتمل الفوز والخسارة، والتي سيكون لها مردود سلبي على نفسيات اللاعبين، بل يكون الهدف من هذه البطولة هو الاحتكاك واكتشاف المواهب». ولفت إلى أن «أكاديمية الاتحاد تملك عددا كبيرا من لاعبي درجة البراعم يتجاوز عددهم 150 برعما، وهم يملكون المهارة والموهبة ويحظون بدعم كبير وتهيئة كل أدوات النجاح لهم». مشددا على دور أولياء الأمور والإعلام والجمهور في رفع الروح المعنوية للبراعم ومساندتهم لتقديم مستويات، ولافتا إلى أهمية زرع الثقة في نفوسهم لتقديم كل ما يملكون من مهارات بعيدا عن أية ضغوط، فكل الأمنيات أن تشهد هذه البطولة حضورا جماهيريا وإعلاميا كبيرا لنشعر البراعم بأهميتهم، وأن الجميع يهتم بهم ويتابعهم، ما يوقد حماسهم لتقديم المستوى اللائق بهم. بطولة مهمة ثنيان العبدان مدير فريق البراعم في نادي النصر وصف هذه البطولة بالمهمة لجميع الأندية التي ستشارك فيها، كونها تجعل اللاعبين يدخلون أجواء المباريات منذ سن مبكر، ما يساعدهم على التأقلم السريع عند الالتحاق بفريق درجة الناشئين، بالإضافة إلى صقل مواهب البراعم والقدرة على اكتشاف الخامات الجيدة في هذه المرحلة العمرية، والتي تعتبر البداية الفعلية لصناعة النجوم، والكل يشاهد التوجه الكبير في منطقة الخليج بشكل خاص، والوطن العربي بشكل عام على إقامة مثل هذه البطولات، والتي يهدف من خلالها إلى تطوير مهارات البراعم وتنميتها. وعن مساحة نجاح هذه البطولة، قال «أعتقد أن الأندية الكبيرة هي القادرة على إنجاح مثل هذه البطولات، أما الأندية الصغيرة فلن تستطيع، لأن مثل هذا النوع من البطولات مكلف ماديا، وبحاجة إلى ملاعب مجهزة تجهيزا كاملا، وهذا ما تفتقده الأندية الصغيرة». وعن الفئات السنية في النصر أكد أن «النصر يملك قاعدة سنية كبيرة جدا، كما يملك جهازا تدريبيا على مستوى عالٍ تم استقطابه من أكاديمية دينمو زغرب الكرواتي، وسبق أن شارك براعم النصر في العديد من المهرجانات وحققوا نتائج جيدة، واعتماد مثل هذه البطولة سيزيد حرص الأندية على المشاركة والبحث عن المواهب وصقلها ودعمها، والمستفيد الأول من هذه البطولات هو المنتخبات السنية، والتي ستعج بالمواهب في السنوات القليلة القادمة».