اليوم هو الثامن من أكتوبر وهو الموعد الذي حددته رسالة طافت على كل جوالات البلد لأخذ الحيطة والحذر من العاملات في منازلنا كونهن اتفقن جميعا على ارتكاب مجزرة تبدأ بقتل الأطفال وتنتهي بتسميم العائلات انتقاما للخادمة التي نالت جزاءها في المدينةالمنورة. وانتهت الرسالة بالتنبيه إلى ضرورة إيصال هذا التحذير لجميع المواطنين عسى أن يكون في إرسالك إنقاذ لطفل أو أسرة مما يدبر لهم من العاملات المنزليات. إذا نحن نعيش في اليوم الموعود، وسوف ينتهي من غير أن يحدث شيء مما تحذر منه الرسالة، وهو يقين سابق للهلع الذي أراد منشئو الرسالة بثه في المجتمع وتجييش مشاعر العداء لفئات مسكينة، كان خطابنا الإعلامي (عقب ما حدث لتالا) أعمى التبصر وحمل تلك المجزرة البشعة في خانة الندرة، أي أن ما حدث للطفلة تالا يعد فعلا شاذا لا يتكرر في كل مدينة أو منزل وأن نسبة حدوثه لم تتجاوز أجزاء الواحد في المائة ممن يخدموننا في منازلنا ولهذا علينا أن نكون منصفين وباحثين عن الحق وليس عن خلق حالة عداء وشك وسوء ظن بمن يخدمنا. وهذا الرهاب الاجتماعي يخرجنا عن الإطار الديني الذي نفاخر به صباح مساء، فإن يكون هناك أفراد يستشعرون بالخطر من عاملاتهم المنزلية فليس من المعقول تجييش المجتمع بأسره ضد عمالة لا حول لها ولا قوة كما أنهم ممن أوصانا بهم رسولنا الكريم فقد جاء في صحيح البخاري مرويا عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم. وروي أيضا عن عبدالله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كم أعفو عن الخادم؟ فصمت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا رسول الله، كم أعفو عن الخادم؟ فقال: كل يوم سبعين مرة. رواه الترمذي وحسنه، وأبو داود. وصححه الألباني. إذا القاعدة الإسلامية في تعاملنا مع عمالنا المنزليين هي الرحمة والتجاوز في المقام الأول، والإنسان السوي يقابل المعروف بالمعروف، فمن أحسن مع خادمه أو خادمته فلن يجد ما يكره وإن حدث مكروه من هذا الخادم أو الخادمة فهو حدث خاص في محيط خاص في ظرف خاص لا يجب أن يعمم على بقية الخدم. فهذا هو الإسلام الذي نتحدث عنه ونصر أننا المطبقون لقواعده فإن لم نعدل في الحكم فإننا نتخلى عن ديننا وعن إنسانيتنا، فرحمة بخدمكم لا تروعوهم.. وسينتهي اليوم من غير أي ذكر لقتل أو تسمم فلنعد إلى رشدنا ونتعامل مع الناس وفق ما أشار إلىه ديننا ولنكف عن تهييج المواطنين على فئات تعتبر من الفئات المستضعفة والأحق بنصرتنا لهم. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]