ساعدت الحملة التي أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان «خلوها تعفن» في زيادة الطلب والإقبال على سوق الأسماك في مكةالمكرمة، حيث شهدت جنبات السوق أعدادا كبيرة من المستهلكين لطلب السمك، بعكس ما كان عليه الإقبال في الأيام الماضية. علما أن سوق الكعكية وهو السوق الأكبر في مكةالمكرمة لبيع الأسماك، لم يشهد إقبال الزبائن عليه بالكم الكبير الذي شهده في الفترة الأخيرة. وأوضح محمد هارون أحد بائعي السمك داخل السوق أن الزبائن أصبحوا خلال الثلاثة الأيام الماضية يتوافدون على السوق للحصول على الأسماك بعكس الماضي، مشيرا إلى أن بعض أصحاب المحلات ظهرت على ملامحهم علامات التعجب من زيادة أعداد المستهلكين بشكل مفاجئ، والتي كان وراؤها ارتفاع أسعار الدجاج وإطلاق حملة «خلوها تعفن» الأمر الذي جذب المستهلكين بشكل كبير إلى الكعكية. وقال بندر الزهراني إن جشع التجار وارتفاع أسعار الدجاج بشكل كبير قاد الزبائن إلى شراء الأسماك هربا من الأسعار الباهظة التي وصل إليها الدجاج، مضيفا أن طمع بعض التجار قاد الكثير منهم إلى خسائر مادية بسبب مقاطعة الزبائن لهم والامتناع من شراء الدجاج. وأكد عبدالرحمن صديق، صاحب محل بيع دجاج مبرد، أن ارتفاع المورد الأساسي للدجاج أي الأعلاف، قاد أصحاب المحلات الصغيرة إلى رفع الأسعار من أجل تعويض الخسائر التي تدفع للتاجر، مضيفا أن بعض أصحاب المحلات وقع في خسائر مادية كبيرة بسبب مقاطعة الزبائن له والامتناع من شراء الدجاج. وأشار إلى أن غياب الجهات الرقابية المسؤولة عن هذا الجشع الحاصل من بعض التجار هو السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار، مطالبا الجهات المعنية التدخل وإيقاف التلاعب بالأسعار والمغالاة في ارتفاع المواد الغذائية. من جهة أخرى، كشفت مصادر زراعية ل«عكاظ» عن أن الاستراتيجية الوطنية الزراعية المنتظر إقرارها، سيكون من أولوياتها التركيز على مضاعفة إنتاج اللحوم الحمراء، إضافة إلى سعيها إلى استقرار أسعار الأغنام والإبل. وجاءت تصريحات المصادر هذه على خلفية عودة أزمة الماشية لتطفو على السطح، حيث تشهد مختلف أسواق الماشية حاليا توافر الأغنام المرغوب بها لدى المواطنين، ولكن بأسعار «نار»، حسب تأكيد عدد من المستهلكين الذي كشفوا ل«عكاظ» عن أن تجار ماشية يتعمدون رفع أسعار الماشية الجيدة لكي تباع في عيد الأضحى بأسعار خيالية، مشيرين إلى أن أسعار الأغنام بدأت بالصعود إلى الأعلى، لتسجل أرقاما خيالية لم يشهدها السوق من قبل، حيث وصلت الزيادة إلى 1700 ريال لرأس الخروف النعيمي. وأكدوا أنهم سيتوجهون بعد هذا الغلاء إلى الأغنام الحري والجمعيات الخيرية، التي باتت ملاذا مناسبا. وتوقع عاملون في القطاع أن ترتفع الأسعار أكثر وتصل إلى 2000 ريال قبل أيام من عيد الأضحى. وقال تجار أغنام إن ارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية المختلفة وراء ارتفاع أسعار الأغنام، مشيرين إلى أن أسعار الإبل شهدت أيضا ارتفاعا ملحوظا بنحو 5000 ريال للرأس الواحدة، وتوقع التجار أن ترتفع الأسعار في الأسبوع المقبل لتصل إلى 6000 ريال وذلك بسبب الطلب المتزايد عليها. من ناحية أخرى قدر تجار المواشي أن يستهلك المواطنون نحو 4 ملايين رأس من الماشية، مشيرين إلى أن غلاء أسعار المواشي في الفترة الأخيرة دفع السعوديين إلى تغيير نمطهم الاستهلاكي وتوجههم نحو استهلاك لحوم الماشية الأخرى من الحري والبربري والسويكني، إضافة إلى الاتجاه إلى استخدام اللحوم المجمدة والمبردة المستوردة من الخارج.