الحدث: شهدت مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد اشتباكات بين عائلات المدينة، هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الثورة في مؤشر خطير على تفكك الدوائر المحيطة بالنظام السوري وخاصة داخل الطائفة العلوية. ماذا تعني هذه الانتفاضة في البيت الأسدي (حلوا عنا). بهذه العبارة وفقا لكافة الروايات، انفجر الإشكال الذي شهدته مدينة القرداحة مسقط رأس بشار الأسد، وعاصمة العلويين في سورية، عبارة أطلقها شاب من إحدى العائلات العلوية الكبيرة بوجه محمد الأسد أو كما يطلقون عليه شيخ الجبل أو شيخ الشبيحة، عبارة دفعت الأسد لرفع قنبلة، ودفعت الشاب إلى الانتقال من الاعتراض اللفظي إلى الاعتراض المسلح، فأطلق على الأسد النار، منهم من يقول أصابه، ومنهم من يقول قتله. (مقهى القرداحة) وعنوانها (حلو عنا) تختصر واقع الحال الذي أصاب عائلة الأسد والنظام السياسي الذي تجلس على رأسه، فالدوائر التي أطاحت بهذا النظام منذ ما يزيد عن الأربعين سنة تفككت واحدة تلوى الأخرى منذ اندلاع الثورة وما شهدته القرداحة يمثل إحدى أصغر الدوائر التي تحيط بالأسد بعدما سبقتها دائرة شقيقته بشرى، ولغز اغتيال زوجها آصف شكوت. آل الخير وآل عثمان وشاليش وغيرهم من العائلات العلوية السورية باتت تدرك أن ما يأخذها إليه بشار الأسد ونظامه هو مسار التهلكة، وأن الحكمة تقول برفضهم أن يكونوا حطبا للنار التي يشعلها هذا النظام، فكل الإحصائيات تقول إن أعداد القتلى من الطائفة العلوية منذ انطلاقة الثورة كبير وكبير جدا لا طاقة لأقلية أن تتحمله على المستوى السياسي والبشري لا، بل إن كثيرا من التقارير تشير إلى أن تململا كبيرا تعيشه أوساط الطائفة العلوية من اللغة المذهبية التي يعيشها النظام والتي ستدفع الطائفة ثمنها غاليا وغاليا جدا. هل قالت القرداحة كلمتها؟ و هل بدأت انتفاضة العلويين بوجه نظام الأسد؟ الشخصيات المعارضة للنظام منذ عهد حافظ الأسد كانت بمجملها علوية ولطالما كان بطش النظام الأسدي داخل طائفته واضحا حيث لا صوت يعلو صوته في الطائفة والثورة السورية لا بد أنها تعني كل السوريين والعلويين مكون بارز من مكونات الشعب السوري وشراكته بالثورة وإن تأخر تبلورها إلا أنها فعل واقع لا محالة من وقوعه. حلقة الطائفة العلوية تتحطم من حول نظام بشار الأسد. والسؤال ماذا بقي من حلقات؟ وهذا النظام إلى أين؟. انتفاضة القرداحة لا بد أن تشكل مفصلا بارزا في مسار التغيير في سورية. وأيضا في مسار السيناريوهات المحتملة، ولعل أبرزها أن تعتمد القرداحة وأهلها على وأد الفتنة؛ أي وأد هذا النظام فيكون لهم الفضل في وقف حمام الدم وفي هذا السيناريو وحده الضمانة للعلويين في سورية المستقبل ومعه تسقط كل الهواجس التي لطالما أطلقها النظام حول مصير الأقليات من بعده. "القرداحة» هل تكون الحدث فتحمل راية النصر للثورة؟ ما صرح به ذاك الشاب العلوي (حلوا عنا) لا بد أنها صرخة طائفة ترفض ما يفعله بشار الأسد.